وصل رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو اليوم إلى باريس ملبيا مع مجموعة من زعماء دول أخرى "نداء مدينة كرايستشرش" في نيوزيلندا الذي تحضّ فيه دول العالم على العمل من أجل مناهضة الحقد والعنف عبر شبكة الانترنيت.
وأطلق المبادرة كلٌّ من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا آردن غداةالهجومين على مسجدين في المدينة النيوزيلندية في منتصف شهر آذار/مارس الماضي واللذين أسفرا عن مقتل 51 شخصا وإصابة أكثر من 50 آخرين بجروح. وتهدف المبادرة إلى إيجاد الوسائل الناجعة لمكافحة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الترويج للحقد في العالم.
ويذكر أن القاتل الذي ارتكب المجزرتين في كرايستشرش كان قد بثّ في شكل مباشر المذبحة على موقع فيس بوك لنحو 20 دقيقة عبر استخدام كاميرا محمولة علّقها على معدّاته.
وكان هذا الفيديو قد جال في أصقاع الأرض في غضون دقائق قليلة قبل أن تتمّ إزالته من غالبية المنصّات الرقمية.
هذا وتمت دعوة رؤساء أكثر من عشرة من الشركات الرقمية الكبرى من أجل "مناقشة الحلول العملية للقضاء على المحتوى عبر الانترنيت ذات الطابع الإرهابي والعنف المتطرف" كما جاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الكندي.
ويهدف "نداء كرايستشرش" إلى تعزيز التعاون بين الدول والمؤسسات الرقمية من أجل بذل الجهود المشتركة للحؤول دون أن تصبح المنصّات الرقمية أداة للنشر والتلقين للجماعات الإرهابية والمتطرفة التي تروّج للعنف والكراهية.
وقد رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكذلك المدير التنفيذي لفيس بوك تلبية الدعوة للمشاركة في هذه المبادرة.
في سياق آخر، عرّج جوستان ترودو بعد وصوله مباشرة إلى العاصمة الفرنسية على كاتدرائية نوتردام التي دمرّت لُهب النار سطحها خلال الحريق الهائل الذي اندلع فيها في 15 نيسان/لبريل الماضي.
ورافق ترودو في جولته في هذا الصرح الديني العريق رئيس الكاتدرائية المونسنيور باتريك شوفيه ووزير الثقافة الفرنسي فرانك رياستير وقد كرر رئيس الوزراء الكندي دعم بلاده في كل جهود إعادة الإعمار لهذا الرمز للثقافة الفرنسية الذي بني في القرن الثاني عشر.
وكان ترودو في وقت سابق من هذا الاسبوع قد تبرّع بالصلب والخشب الكنديين من أجل المساهمة في إعادة إعمار الكاتدرائية.
وكتب ترودو في خطاب أرسله إلى الرئيس الفرنسي معبرا عن اعتزازه بتقديم الدعم الملموس لأصدقائنا الفرنسيين من خلال المساهمة في إعادة بناء هذا النصب التذكاري المتميّز.
وقد دعمت كلٌّ من الرابطة الكندية لمنتجي الصلب والرابطة الكندية لمنتجات الثروات الحرجية مبادرة رئيس الوزراء الكندي.
(وكالة الصحافة الكندية، القسم الانكليزي لهيئة الإذاعة الكندية)