بمبادرة من مؤسسة "سلام الله" أو "شلوميل" باللغة السريانية يُقدّم في مونتريال العرض الثالث والأخير لفيلم "أوغسطينوس ابن دموعها" في 25 أيار/مايو المقبل في صالة سينما غوزو.

وقد شاهدت العرض الأول لهذا الفيلم في الصالة السينمائية ذاتها يوم 18 نيسان/ابريل الماضي في اسبوع الآلام المقدس لدى الطوائف المسيحية الغربية. علما أن الفيلم صدر في العام 2016 وشارك في عدة مهرجانات سينمائية متوجا بجائزة الجمهور لأفضل فيلم في مهرجان وهران السينمائي في الجزائر في العام 2017 وبجائزة الإنجاز الفني في مهرجان الاسكندرية السينمائي في العام ذاته.

الفيلم بإنتاج جزائري-تونسي مشترك وناهزت ميزانيته الـ 5 ملايين دولار وقد موّلته وزارة الثقافة في كلا البلدين. أخرجه السينمائي المصري العريق سمير سيف وكتب الحوار السيناريست المصري سامح سامي أما مؤلف الفيلم والمشارك بإنتاجه فهو الإعلامي والباحث في أنثروبولوجيا الأديان الكاتب التونسي عماد دبّور. وقد اقتبس هذا الأخير السرد الدرامي-الوثائقي من رواية له بعنوان: "أسقف البسطاء" وكتاب: "اعترافات" بتوقيع القديس أوغسطينوس التي هي أشبه بالسيرة الذاتية للقديس الفيلسوف الشهير الذي يعّد أبرز الشخصيات المؤثرة في العالم الغربي وتحديدا المجتمع الروماني. لدرجة أن البعض يظّن أنه إيطالي وإنما في الواقع القديس أوغسطينوس جزائري الأصل كما أكد جميع القيمين على الفيلم السينمائي.

للأسف باءت محاولاتي الدؤوبة لمحاورة عماد دبّور الموجود حاليا في بيروت كلها بالفشل بعدما بذل رئيس "شلوميل" غابي يوسف قصارى جهده لوصلي به.

يفاخر عماد دبّور بأنه أراد إحياء الثقافة النوميدية التي نشأت في شمال افريقيا. وقد ولد من اعتبر أهم المفكّرين والفلاسفة وعلماء الخطابة في القرن الرابع الميلادي في مدينة طاغاست النوميدية (اليوم تقع في محافظة سوق أهراس في الجزائر)، كما تعلّم الخطابة في مدينة قرطاج في تونس التي كانت أيضا تابعة للمملكة النوميدية.

استغرقت كتابة وتصوير الفيلم ثلاث سنوات وصوّرت مشاهده في فرنسا والجزائر وتونس وإيطاليا وقد أدت شارة الفيلم الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي.

الفيلم من النوع الوثائقي-الدرامي بمشاهد تنتقل بالمُشاهد من الحاضر إلى الماضي وبالعكس بسرد سلس ومتناغم.

العرض الأخير لفيلم"أوغسطينوس ابن دموعها في صالة سينما غوزو في مونتريال في 25/05/2019 /صفحة الفس بوك لشلوميل

العرض الأخير لفيلم"أوغسطينوس ابن دموعها في صالة سينما غوزو في مونتريال في 25/05/2019 الصورة:صفحة الفيس بوك لشلوميل

يبدأ الفيلم برحلة صحافي جزائري يلعب دوره الممثل الجزائري الشاب عماد بن شنّي، إلى الأماكن التي عاش ومرّ فيها القديس أوغسطينوس بحثا عن مادة توثيقية وحقائق عن شخصية القديس في الكنيسة المسيحية، ولهذا الغرض طُعّم الفيلم بحوارات أجريت مع كاهن أسمر اللون كانت كاميرا المخرج تعود إليه في مشاهد الفيلم المتعاقبة.

ويتتبع بطل الفيلم وهو المخرج الجزائري مراحل حياة القديس الجزائري الاصول، وجسد دوره في مرحلة الشباب والكهولة بتميّز وإبداع الممثل التونسي أحمد أمين راضي سعد. تعود مشاهد الفيلم إلى عهد الطفولة في حياة أوغسطينوس بكل مظاهر تلك الحقبة من القرن الرابع ميلادي بالملابس والمناظر والديكور. ولد أوغسطينوس في كنف عائلة ميسورة تعيش في منطقة طاغاست في الجزائر، ولم يكن  التعليم  متوفرا في قريته. فقرر بعد وفاة والده باتريسيوس أن يسافر إلى قرطاج (تونس حاليا) من أجل تعلّم فن الخطابة، فتعلّمها وبرز نجمه وتألق بين باقي التلاميذ.

أما عنوان الفيلم: "أوغسطينوس ابن دموعها" فهو نسبة إلى دموع أمه الغزيرة التي ذرفتها طيلة أكثر من عشرين عاما وهي تضرع في الصلاة الى الله من أجل هداية ابنها وعودته عن طريق الضلال والعربدة ونكران الله واعتناق المسيحية.

الممثلة التونسية الشابة عائشة بن أحمد في دور القديسة مونيكا والدة القديس أوغسطينوس، وقد تقمّصت الشخصية ببراعة وإجادة ونجحت في تجسيد المراحل العمرية المتعددة للشخصية.

الممثلة التونسية الشابة عائشة بن أحمد في دور القديسة مونيكا والدة القديس أوغسطينوس، وقد تقمّصت الشخصية ببراعة وإجادة ونجحت في تجسيد المراحل العمرية المتعددة لهذه الشخصية في الفيلم.

وقد أجادت الممثلة التونسية عائشة بن أحمد بتجسيد دور القديسة مونيكا والدة القديس أوغسطينوس وظهرت مقنعة بالمراحل العمرية المتعددة التي جسدتها وبلهجتها التونسية العامية. فقد حرص السينمائي المصري سمير سيف على أن يحافظ على اللكنات المحكية المحلية الجزائرية والتونسية لأبطال فيلمه. وذلك لإضفاء مصداقية وواقعية على الأحداث التي قدّمت في شكل روائي ممتع بعيد عن السرد التاريخي التوثيقي الذي قد يقع في الرتابة والملل في بعض الأحيان مغّييبا عنصر الإثارة والتشويق الذي عشناه في هذا الفيلم من البداية وحتى النهاية.

شارك مع أصدقائك
  • gplus
  • pinterest

أخر الأخبار

لا يوجد أخبار

أحدث التعليقات

    لا يوجد تعليقات

أترك تعليقاً