طلبت وزارة الخارجية الأميركية من جميع موظفيها غير الأساسيين في العراق مغادرة السفارة في بغداد والقنصلية في إربيل في إقليم كردستان العراق على وجه السرعة، كما نصحت المواطنين الأميركيين بتجنب السفر إلى العراق.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن "العديد من المجموعات الإرهابية والمتمردة تنشط في العراق وتهاجم بشكل متكرر قوات الأمن العراقية ومدنيين على السواء"، وأضافت أن "ميليشيات مذهبية معادية للولايات المتحدة قد تهدد أيضاً مواطنين أميركيين وشركات غربية في كافة أنحاء العراق".
ويأتي صدور هذا القرار في ظل ارتفاع منسوب التوتر بين الولايات المتحدة وإيران. وبُعيْد صدوره أعلنت كل من ألمانيا وهولندا تعليق مشاركتهما في برنامج لتدريب القوات المسلحة العراقية لأسباب أمنية.
وكانت إشارات تهدئة نسبية قد صدرت أمس عن كلا القيادتيْن الأميركية والإيرانية. فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال إنه لن يرسل 120 ألف جندي إلى الشرق الأوسط لمواجهة إيران، معتبراً أنّ ما أورده تقرير صحفي في هذا الصدد يندرج في إطار "الأخبار الكاذبة"، في إشارة لتقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية الرصينة بشأن خطط الإدارة الأميركية لإرسال جنود إلى الشرق الأوسط. لكن ترامب أضاف أنه لا يستبعد إرسال "عدد أكبر بكثير" من الجنود في المستقبل إذا ما اضطُرت بلاده لذلك.
وفي إيران قال أمس المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي إنه لن تكون هناك حربٌ وإنّ خيار الشعب الإيراني هو "مقاومةُ" الولايات المتحدة، ووصف فكرة التفاوض مع الولايات المتحدة بأنها "سم قاتل".
ما هي احتمالات وقوع مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران؟ وما المضاعفات المحتملة على العراق لمواجهةٍ من هذا النوع بين جارته الشرقية التي تملك نفوذاً قوياً على ساحته الداخلية وتربطه بها علاقات اقتصادية وأمنية وثقافية قوية وبين أكبر اقتصاد وأكبر قوة عسكرية في العالم تملك وجوداً عسكرياً على أرضه وتربطها به معاهدة أمنية؟ تناولتُ هذه المحاور في حديث مع الناشط الكندي العراقي الدكتور في الهندسة عمّار حسين صبيح.
(أ ف ب / بي بي سي / راديو كندا / فرانس 24 / مونت كارلو الدولية / راديو كندا الدولي)