ألاختلاف بألراي بين ألناس هو شيء طبيعي ، يوجد خلاف في ألرأي بين أفراد ألعائلة ألواجدة، كما يوجد خلاف في ألرأي بين ألزوج وزوجتة ، بين الاصدقاء وبين أفراد ألحزب ألواحد، كما هو معروف ألخلاف في ألرأي موجود بدرجة أكبر بين ألاحزاب ألمختلفة في ألبلد ألواحد ، يوجد اخوة من نفس ألاب والام ينتمون الى أحزاب سياسية مختلفة ، قد يكون أحد ألاخوة اسلامي متدين وأخية منتمي الى ألحزب ألشيوعي ، هذا صار أمرا طبيعيا في عصرنا هذا ، عصر ألانفتاح ألعلمي والثقافي وعصر سرعة تكنولوجيا المعلومات وتطورها ألرهيب ، يوجد خلافات بين ألاديان ، مع أنها جميعها تدعوا الي الاستقامة وعمل ما هو خير لللانسان ، وجميعها تدعوا الى اللايمان بأللة وعبادتة ، وهو نفس ألالة الذي هو لجميع ألناس ، ألالة الذي خلق ألمسلمين هو نفسة الذي خلق ألمسيحيين واليهود والبوذيين وكل الديانات ألاخرى، الفرق أن كل ديانة تعبد وتتقرب من اللة بطريقتها ألخاصة، كل ديانة تقول أنها هي ألأصح والأفضل .

قبل ألثورة ألصناعية والعلمية والثقافية التي حدثت في اوروبا بين ألقرن السابع والثامن عشر ، أي قبل حدوث ألنهضة الاوروبية ،وانتشار ألفكر ألعلمي ألتحرري وبزوغ ألنظام ألسياسيي ألديمقراطي ، كان ألحكم ألسائد في ألعالم هو ألنظام ألملكي ألديكتاتوري ألاستبداي في جميع أنحاء ألعالم ، كانت ألكنيسة هي التي تحكم في اوروبا ، كل ما يخالف ألكنيسة ألحاكمة يكون كافرا ويحكم علية بألقتل أو ألسجن، ألنظام ألسياسي السائد هو نظام ألفكر ألواحد ألذي لا يسمح بوجود معارضة أو فكر سياسي أخر.

ما أريد أن اقولة أن ألنظام ألديكتاتوري هو ألذي كان يهيمن على ألمجتمعات في ألعالم قبل ألثورة ألاوروبية الديمقراطية ألتي قضت على حكم ألكنيسة ألديكتاتوري وجائت بنظام ألحريات لافراد ألمجتمع وبنظام ألانتخاب لممثلي ألشعب وللحكومة ، حتى هذا ألنظام لم يسمح لحرية ألمرأة ومساواتها بألرجل، لم يسمح للمرأة بألمشاركة في ألانتخابات اسوة بألرجل إلا في أربعينات ألقرن ألماضي.

ألمجتمعات العربية في ألقرون ألوسطى وما بعدها حتى بداية القرن العشرين كانت تعيش في فترة سبات عميق ، كانت تعاني الفقر ألمدقع والجوع والجهل والامية في فترة الحكم ألعثماني الذين يسمونة بعض الاسلاميين لجهلهم العميق بألاسلام يسمونة خلافة اسلامية ، كانت الشعوب ألعربية تعيش في أسؤ مرحلة تاريخية نتيجة ألجهل والجوع والظلم ، كانت تعيش أسوئ مما كانت علية ألقبائل ألعربية قبل الاسلام.

ألنظام ألاجتماعي الذي كان يعيشة ألعرب وحتى يومنا هذا هو نظام قبلي ، ألقبيلة أو ألعهشيرة التي تتكون من مجموعة من العائلات ، قد تكون كبيرة او صغيرة حسب عدد ألعائلات التي تحويها، تتكاتف عائلات ألقبيلة فيما بينها للذود عن مصالحها، يفود ألقبيلة شيخها ألذي يكون في ألعادة أكثر ثروة ووجاهة وحكمة, ويجب على جميع أعضاء ألقبيلة ألطاعة والولاء، إذا حدث خلاف أو نزاع بين احد أفراد قبيلة مع فرد أخر من قبيلة اخري ، يتحول ألخلاف بين قبيلتين على مبدأ أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ، وهذا يتنافى مع مبادئ ألاسلام ، ويتحول ألنزاع إلى نزاع بين قبيلتين بدل أن يكون بين شخصين، هذا يبن هيمنة أإلعصبية ألعائلية والقبلية وهذا يتنافا مع مبادئ الاسلام أيضا، مع ان الجميع يذهبون الى ألمسجد للصلاة، أما ألعائلة ألعربية الذي يقودها في ألعادة ما يطلق علية رب ألعائلة وهو الرجل ، في بعض ألعائلات تكون ألمرأة هي ألقائدة ، إذا كانت شخصستها أقوى من رجلها، في ألعادة يستحدم ألوالدين في تربية ألاولاد في أغلب ألعائلات طريقة ألعنف والديكتاتورية وليس طريقة ألكلام وألحوار والاقناع ، كما ان طريقة تربية ألطلاب في ألمدارس من قبل ألمعلمين كانت تستخدم ألعنف حتى لطلاب ألثانوية ، وقد تراجعت طريقة استخدام ألعنف ضد ألطلاب في ألعقود ألاخيرة نتيجة إدخال طرق ألتربية ألحديثة ألمقتبسة من ألدول ألغربية.

ما اريد ان أقولة ان الفكر ألتعصبي للعائلة أو القبيلة أو الطائفة لا زال هو الفكر السائد في مجتمعاتنا ألعربية ، كما ان استخدام العنف هو وسيلة مستخدمة بشكل كبير في حال وجود خلافات او نزاعات بين افراد أو عائلات أو طوائف أو حتى بين أحزاب سياسية ، هذا ألفكر ألمتخلف دينيا وحضاريا يتم تشجيعة من قبل كل ألانظمة ألعربية ألسياسية ألاستبدادية ، في كل دولة من هذة ألدول يتم إنشاء دوائر حكومية تشجع وتنمي ألعشائرية والطائفية بدل أن تقوي وتشجع فرض ألقانون ألذي من ألمفروض أن يحكم بألعدل بين ألناس، تفسير ذلك في رايي يعود إلى أن هذة ألانظمة ألعربية الاستبدادية ما يهما في ألمقام الاول هو بقاء سلطتها وحكمها ألديكتاتوري ، ولا يهمها مصالح وتطور وتقدم شعوبها ، يهمها أن تبقى ألنزاعات والخلافات في داخل مجتمعاتها لتبقى مسيطرة على مبدئ فرق تسد، هذة ألدول لا تستطيع بناء نظام قانوني سياسي واجتماعي عادل، لان ذلك يتناقض مع تركيبة هذة الدول ألغير قانونية والغير شرعية.

يوجد بعض ألافكار من بعض ألنخب ألعربية غير متفائلة بإمكانية ألتغيير في مجتمعاتنا ألعربية نحو ألتطور ألسياسي والحضاري ، يعزون ذلك الى نفسية ألشخصية ألعربية ألتي يصفونها بألقسوة والتعصب والعنف وربما ألانانية، يقول ألبعض ان ألبيئة ألصحراوية ألقاسية هي ألتي أثرت على سلوك وفكر ألشخصية ألعربية ومنعت تطورها وتقدم شعوبنا العربية حضاريا وتركتها في مؤخرة شعوب ألعالم.

انني اختلف مع هذا ألرأي وأعتقد ان الشعوب العربية قادرة على ألتغيير وألتقدم ألعلمي والحضاري والمساهمة إيجابيا في ألحضارة ألانسانية ألحديثة كما ساهمت في الحضارة ألانسانية ألقديمة لللاسباب ألتالية:

1-نحن العرب الذين نعيش في المجتمعات الغربية نلتزم بقوانين هذة الدول ونحترمها ونقدرها وهي تعطينا الحرية واحترام الانسان لللاخر واحترام ألاختلاف والتزام القانون الذي هو سيد الموقف والذي يطبق على الجميع لا فرق بين الحاكم والمحكوم، اذا نحن مثلنا مثل باقي الشعب الذي نعيش معة .إذا لم يكن ذلك صحيحا، على كل واحد منا أن لا يثق بنفسة.

2- الشعوب العربية يوجد عندها إمكانيات كبيرة إقتصادية وعلمية ، يوجد علماء عرب بأعداد كبيرة يعملون في ألبلاد الغربية يخدمون تطورها العلمي والاقتصادي ، هؤلاء العلماء العرب لم يسمح لهم اولم يجدوا الدوائر العلمية في بلادهم التي تمكنهم من استخدام علومهم في خدمة بلادهم .

3-التربية والتعليم هي التي تعمل على تغيير الفكر والسلوك الانساني من خلال ألتربية البيتية التي يعيشها كل واحد منا ومن خلال ألمدرسة والاعلام والقوانين المطبقة في كل بلد ، مشكلتنا في المجتمعات ألعربية تعود لللانظمة ألسياسية ألمتخلفة والمتناقضة مع تطلعات شعوبنا ألعربية ، هذة الانظمة هي ألتي تسيطر على مناهج التعليم وعلى ألاعلام وعلى قوانين البلد والتي تخدم ألنظام السياسي غير ألشرعي قبل كل شيئ اخر.

4-ألدليل على ان شعوبنا ألعربية قادرة غلى التغيير والتقدم ألحضاري هو ما رأيناة عام 2011 في انتفاضات الشعوب العربية ألسلمية والحضارية جدا عندما تحررت من عقدة الخوف من عنف النظام، مطالبة بألعدالة والديمقراطية، كلنا رأينا كيف كان ألشعب العربي المصري في ساحة التحرير مسلمين ومسيحيين جنبا الى جنب ، كيف كان التعاون وإدارة ألنشاطات والمحافظة على النظافة والسلمية، وهذا ينطبق على شباب أليمن والبحرين وكل البلاد العربية، حتى جاءت أنظمة ألاستبداد ألمدعومة غربيا وسحقت ألمتظاهرين ألسلميينن.

5-ألعصر ألذي نعيشة أليوم هو عصر حرية ألرأي وحرية ألفكر ، حرية ألانتماء ألديني أو ألسياسي ، حرية ألاختلاف في ألرأي واحترام ألرأي ألاخر بدون عنف ، أصبح من غير ألمقبول أن تفرض مجموعة أو جزب سياسي أو دين رأية على ألاخرين، نتيجة إنتشار ألفكر التحرري وتكنولوجيا ألمعلومات ، أصبحت جميع شعوب ألعالم قريبة من بعضها ، وتتأثر وتتعلم من بعضها ألبعض. كما ان ألتنوع ألفكري وألسياسي أصبج موجود عند كل شعب من شعوب العالم ، يوجد ألفكر والانتماء ألديني .كما يوجد ألفكر والانتماء ألعلماني،لا أحد يستطيغ إلغاء الاخر، لا يوجد مجال للصراع واستخدام ألعنف لفرض فكر على أخر، أصبح ذلك غير مقبول إنسانيا وعالميا. ألنظام ألوحيد ألذي فرض نفسة لمعالجة ألخلافات ألفكرية والسياسية والدينية في داخل ألمجتمع ألواحد هو ألنظام ألديمقراطي الذي يسمح بألحرية للجميع ويساوي بين ألجميع.

6-كما قلنا سابقا ألخلافات في ألراي بين أفراد ألمجتمع سواءً كانت دينية أوسياسية أو اجتماعية هي شي طبيعي، وهي موجودة منذ وجود ألانسان، ويجب أن لا تتحول الى صراع ، هناك خلافات شخصية خاصة تخص كل شخص ويجب عدم ألتدخل قيها ما دامت لا تؤثر على حرية ألاخرين، أما ألخلافات ألعامة ألتي تؤثر على حياة عامة ألمجتمع واتي تتبناها ألاحزاب السياسية لهدف خدمة ألمجتمع ،هي أيضا شيئ طبيغي، ولا يوجد حل لها سوا الحولر ألبناء ، واعنماد صندوق ألاقتراع ألنزية ألذي يمنح ألقيادة لمن يفوز بأللاغلبية، وعلى مبدأ ألمساواة ألكاملة بين جميع ألمواطنين مهما كانت خلفيتهم ألدينية أو ألسياسية أو ألعرقية. وبدون تدخل خارجي.

خليل ألعالول

كاتب كندي لندن أونتاريو

أيار 2019

 

شارك مع أصدقائك
  • gplus
  • pinterest

أخر الأخبار

لا يوجد أخبار

أحدث التعليقات

    لا يوجد تعليقات

أترك تعليقاً