أوصت دراسة لمعهد كيبيك صادرة أمس الخميس، حكومة المقاطعة بتحسين عملية إدماج المهاجرين بدل التركيز على خفض عتبة الهجرة. وقارن باحثو المعهد بين أربعة سيناريوهات للهجرة بحلول عام 2040 وذلك مع اقتراب المشاورات العامة بشأن عتبات الهجرة في كيبيك.

ووفقا لمعهد كيبيك وهو مؤسسة بحثية مستقلة تابعة للمدرسة العليا للتجارة في مونتريال ومعهد الـ"كونفرنس بورد" الكندي، فإن قرار حكومة فرانسوا لوغو بخفض عدد المهاجرين من حوالي 51.000 إلى 40.000 هذا العام سوف يقلّل من الوزن الديموغرافي لكيبيك في كندا من نسبة 22,6 % إلى 20,2 %  بحلول عام 2040.

وترى ميا حمصي، المديرة العامة للمعهد وإحدى محرّرات الدراسة المعنونة بـ"عتبات الهجرة في كيبيك: تحليل الآثار الديمغرافية والاقتصادية"  أنه نظرا لصعوبات إدماج المهاجرين في العمل في كيبيك، فلا يوجد حد أدنى مثالي لعدد المهاجرين من شأنه حل جميع مشاكل المقاطعة الديمغرافية والاقتصادية على المدى الطويل.

"لقد أظهرنا عبر هذه الدراسة أن مساهمة الهجرة مهمة. لكن يجب ألا نفصلها عن الإدماج. ''، ميا حمصي، المديرة العامة لمعهد كيبيك

ويعترف الباحثون أن الادماج قد تحسن مؤخرًا، حيث اقتربت نسبة البطالة بين القادمين الجدد من النسبة المسجلة عند مواليد كيبيك. ولكن "لا تزال كيبيك متخلفة عن بقية كندا في ادماج العمال المهاجرين، خاصة أولئك الذين وصلوا منذ أقل من خمس سنوات."

إضافة إلى آثار خفض الهجرة، اهتمت الدراسة بثلاثة سيناريوهات. ويتمثّل الأوّل في في إلغاء الهجرة في كيبيك. وفي هذه الحالة فإن " معدل المواليد المنخفض والشيخوخة السريعة للسكان ستخفض من الوزن الديموغرافي للمقاطعة إلى نسبة 17,5 من سكان كندا خلال 20 سنة.

والأهم من ذلك، سيكون هناك 1,8 عامل فقط لكل متقاعد يفوق سنّه 65 عامًا، مقارنة بـ 3,1 حاليا. مما يخلق ضغطًا لا يطاق على برامج التقاعد الحكومية ونظام الرعاية الصحية."، وفقا للدراسة.

والسيناريوهان الآخران هما الابقاء على نفس عتبة الهجرة الحالية  أي استقبال 53.000 مهاجر في عام 2019 أوزيادة تدريجية من 63.000 مهاجر في 2019 إلى 103.000 مهاجر بعد 20 عامًا.

وفي الحالة الأخيرة، لن يتزحزح الوزن الديموغرافي لكيبيك إلاّ قليلا ، ليصل إلى 22,5 % من سكان الكندا. وسوف تستمر نسبة العمال في الانخفاض، لكن أقل من ذلك بكثير، إلى 2,3 عامل لكل متقاعد ، مقارنة بـ 2,1 في حالة التخفيض.

"هناك توصيتان رئيسيتان في تقريرنا: أولاً ، زيادة جهود الادمج بالاعتراف بشهادات المهاجرين وتسهيل عملية اختيارهم ثمّ بعد ذلك قبول مراجعة عتبة عدد المهاجرين ابتداءً من العام المقبل وبصورة دورية." ، ميا حمصي، المديرة العامة لمعهد كيبيك

ويعتقد الباحثون أن "الهجرة وحدها لن تكون قادرة على إلغاء تأثير شيخوخة السكان على الاقتصاد. ومع ذلك ، يمكن أن تخفف من الآثار الديمغرافية والاقتصادية ، ولا سيما من خلال ضمان ارتفاع عدد العمال بالنسبة للمتقاعدين ".

شارك مع أصدقائك
  • gplus
  • pinterest

أخر الأخبار

لا يوجد أخبار

أحدث التعليقات

    لا يوجد تعليقات

أترك تعليقاً