
يتوقّع خبراء وزارة الموارد الطبيعية الكندية صيفاً لاهباً هذه السنة أيضاً، ستجهد خلاله فرق الإطفاء في مكافحة نيران حرائق الغابات.
وهذه الحرائق بدأت بالفعل، وتسببت بنزوح 11 ألف مواطن عن منازلهم في شمال مقاطعة ألبرتا في غرب كندا قبل أن تنجح فرق الإطفاء، من البر والجو، في القضاء على معظمها.
وفي شمال غرب مقاطعة بريتيش كولومبيا أنشأت فرق الإطفاء مخيماً لها في إطار رفع حالة الجهوزية تحسباً لاندلاع حرائق غابات بسبب الجفاف المصحوب بارتفاع في درجات الحرارة.
لكن هناك من رأى في هذه المقاطعة المطلة على المحيط الهادي أن بإمكان الأبقار أيضاً المساهمة في جهود منع امتداد الحرائق.
ومن هنا جاءت فكرة إطلاق مشروع ريادي نموذجي تقوم فيه قطعان الأبقار برعي الأعشاب والنباتات البرية حول بلدات وقرى معرضة لامتداد حرائق الغابات إليها كما يقول المدير العام لـ"جمعية مربّي الماشية في بريتيش كولومبيا" (BCCA) كيفن بون.
"تأكل الأبقارُ الأعشاب والشجيرات البرية وأعناق النباتات التي تشكل وقوداً يغذي حرائق الغابات"، يشرح بون.

بعض عناصر الإطفاء خلال مكافحتهم نيران حريق غابات في محيط بلدة بادل بريري (Paddle Prairie) في شمال مقاطعة ألبرتا في الأيام الماضية (Alberta Wildfire / Radio-Canada)
وبالتالي تشكل المساحات التي ترعى فيها الأبقار منطقة عازلة بين الغابات والأماكن التي يقطنها البشر، فتجنب المساكنَ امتداد الحرائق إليها وتشكل في الوقت نفسه نقاط انطلاق لفرق الإطفاء في مكافحتها النيران.
"هذا ما تفعله مواشينا في شتى الأحوال، لكن الآن سيكون بوسع مربّي الماشية، إضافة إلى ذلك، مساعدة مجتمعاتهم"، يقول بون، "ولا أرى ضيراً في ذلك للأهالي. هل سيسمعون ربما خوار الأبقار خلف الأسيجة، قرب منازلهم؟ لكني أعتقد أنهم سيتفهمون الوضع"، يقول بون مبتسماً.
وقدّمت حكومة الحزب الديمقراطي الجديد، اليساري التوجه، في بريتيش كولومبيا مبلغ 500 ألف دولار لـ"جمعية مربّي الماشية" في المقاطعة لإطلاق هذا المشروع الريادي النموذجي، وأعربت وزيرة الزراعة، لانا بوفام، عن حماسها له.
(راديو كندا / سي بي سي / راديو كندا الدولي)