في صباح يوم السبت الموافق 17 أغسطس الحالي تم توقيع الوثيقة الدستورية والخاصة بالمرحلة الانتقالية  من قبل محمد حمدان دقلو ( حميدتي)  نائب رئيس   المجلس العسكرى السوداني والذي يرأسه  فريق اول عبد الفتاح عبد الرحمن البرهان و السيد احمد الربيع  ممثل تحالف قوى الحرية والتغيير  .. وبتوقيع هذه الوثيقة  تم اغلاق ملف المظاهرات والنشاطات الشعبية المحتجة و التي كانت تطالب المجلس العسكرى بتسليم السلطة لحكومة مدنية ومن ثم انهاء حالة الهيمنة العسكرية والتي استمرت في الحكم مدة ثمانية اشهر  أي منذ شهر ديسمبر 2018  وذلك عقب الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع  عمر البشير  والذي حاليا  متحفظ عليه تمهيدا لتقديمة الى المحاكمة .

وحسب نصوص هذه الوثيقة والتي سيستمر العمل بها طيلة الفترة الانتقالية والتي حددت مدتها بثلاثة أعوام وثلاثة اشهر  وهي الفترة الللازمة لتحويل البلد لتصبح تحت حكم مدني مطلق  بدلا من حكم المرحلة الانتقالية التي ستبدأ خلال الايام القليلة القادمة وذلك حين اصدار الامر بذلك من قبل البرهان وهنا سيصبح   الحكم فيها مناصفة بين المجلس العسكرى وقوى الحرية والتغيير حيث انهما سيتبادلان الحكم بالتناوب  وتبدأ برئاسية السيد البرهان  كرئاسة عامة بينما اتفق على ان يتولى السيد عبد الله حمتو رئاسة الوزراء طيلة الفترة الانتقالية .

هذا وفي الكلمات التي القيت في الاحتفال الذي أقيم خصيصا لهذه المناسبة العظيمة  والذي حضره الكثير من رؤؤساء الدول الافريقية ورئيس الوزراء المصري وممثلين عن بعض المنظمات الإقليمية والعالمية وكذلك العديد من السفراء العرب والافارقة والأوروبية .

أقول خلال هذه الكلمات عبر الجميع عن سعادتهم بهذه المناسبة السعيدة واعتبروا ان هذا اليوم يوما تاريخيا بكل المقاييس .. ما يعنينينا من هذا الحدث الكبير هو ان نهنئ  العرب والجالية السودانية بشكل خاص بهذا الانتصار العظيم .. انه اول حالة  تتفتح فيها ورود الربيع العربي الحقيقيى  وليس ذلك الربيع العربي الممسوخ  ومن ثم فسينتج عن الربيع الحقيقى زهورا تعقد لكي تنتج ثمرة حلوة الشكل رائعة المذاق .. انها اول حالة يتم فيها الاتفاق  الحبى بين طرفين احدهما عسكرى والأخر شعبى مدني  دون ان يكون  هذا الاتفاق قد تم تحت القمع الوحشى واراقة انهار من الدماء  او انقسام البلد الى جماعات تتناحر فيما بينها او ان ينقض حزب ما او طائفة ما على السلطة  ثم تنقم من الجماعات او الطوائف الأخرى.

والواقع ان هذه النتيجة المفرحة تعيدنا الى سنين سابقة حينما تنازل الجيش طواعية وبمحض اختياره  وبعد سنة كاملة من الحكم العسكرى تنازل هذا الجيش بقيادة قائده العظيم سوار الذهب ليثبت ان الانسان السوداني وبشكل عام هو انسان غير متعطش للسلطة وغير متشبث بها على جماجم شعبه  ولا يريد ان يقدم هذا الشعب قربانا لكي يظل هو متربعا على عرش السلطة  .

بهذا العمل الكبير اثبت الشعب السوداني والذي نال استقلاله قبل ستين عاما  فقط انه اكثر نضجا وحضارة من معظم الشعوب العربية و التي سبقته الى الاستقلال بعقود طويلة .

وللامانه فان التراحم والمحبة  والمودة هي صفات عفوية جبل عليها الانسان السوداني  ولعله من الصدق ان نقول ان الاخوة السودانيين  واينما وجدوا يثبتون انهم في اتساق وحب واحترام دائم فيما بينهم ولبعضهم البعض  بغض النظر عن الاختلافات السياسية والدينية والاجتماعية الحادثة في بلدهم الام  .. ان نظرة واحدة الى الجالية السودانية في أي بلد من بلاد المهجر  تعزز ما أقول  ففي مدينة لندن اونتاريو مثلا واذا ما ذهبت الى بيت الجالية السودانية وهي للعلم في شارع سبرنج بانك  فستجد ان جميع أعضاء هذا البيت  ومهما اختلفت خلفياتهم الجغرافية او الثقافية او السياسية ستجدهم يتعاملون وبكل حميمية وعفوية والكل يحترم الاخر لا فرق بين دكتور او مهندس او رجل اعمال او سائق سيارة  فالكل يتعاون مع الاخر ويعامل الاخر على قدم المساواة ولا تجد أحدا مترفعا عن الاخر او مفتونا بوظيفته او مركزه الاجتماعي  ولقد سبق لي وفي اكثر من مناسبة ان تشرفت بمشاركة هذه الجالية الطيبة فعالياتها الاجتماعية المختلفة ومن ثم  تحدثت واشدت  بهذه الروح الإيجابية الصحية. وفق الله السودان من محنتة السابقة ليبدأ مسيرته النشطة نحو التقدم والرخاء ومبروك للشعب السوداني العظيم والعاقبة للشعب الجزائري الشقيق .

 

شارك مع أصدقائك
  • gplus
  • pinterest

أخر الأخبار

لا يوجد أخبار

أحدث التعليقات

    لا يوجد تعليقات

أترك تعليقاً