في العدد السابق تكلمت عن أهمية الانتخابات الفيدرالية بالنسبة للمواطن الكندي ومن ضمنها المواطن الكندي  عربي الأصل ووجدنا ان هذه الانتخابات مهمة لنا حيث انها تعنى بشئون الامن القومي والدفاع أي الجيش والاقتصاد العام بما فيها قوة الدولار الكندي وتختص أيضا وهذا ما هو اكثر أهمية لنا بالسياسة الخارجية  أي علاقة الدولة الكندية بالدول الأخرى  مثل إقامة العلاقات الدبلوماسية معها او قطعها  واضافة ذلك الحزب او تلك المنظمة الى قائمة الأصدقاء او الأعداء ومن ثم مساعدتها او قطع المساعدات وكذلك شئون الهجرة ومنح او سحب الجنسية من المواطن الكندي  وهكذا من مثلهذه الأمور الكبيرة  . الان يأتي الإجابة على السؤال الثاني والخاص بموقعنا نحن كجالية مسلمة عربية في هذه الانتخابات  وكحقيقة مؤكدة ان الجالية المسلمة وبما لها من تعداد كبير بلغ حوالى المليون فرد او اكثر سيؤثر وبدرجة واضحة على هذه الانتخابات الهامة  وبحسبة بسيطة ان نصف هذه الجالية او اكثر قليلا هم من أبناء الجالية العربية   والان دعونا ان نكثف الضوء على الجالية  المسلمة ومن ثم العربية في مدينتنا الحبيبة لندن  حيث ان تعداد هذه الجالية المركبة قد بلغ اكثر من 13% من عدد سكان المدينة البالغ عددها 430 الف نسمة أي حوالى 56 الف نسمة  ومعظم هؤلاء هم في سن الاستحقاق الانتخابي  وهكذا يمكننا القول ان هناك اكثر من 30 الف صوت انتخابى  متوفر عند هذه الجالية . وبدراسة ظروف الانتخابات النيابية السابقة نجد ان هذا العدد هو ولوحده قادرا على إنجاح او افشال أي مرشح لهذه الانتخابات وبعبارة أخرى فان الجالية العربية المسلمة تستطيع ولوحدها ان ( تقريبا ) تلوين الخريطة الانتخابية باللون الأزرق ( المحافظين) او الأحمر ( اللبيراليين) او البرتقالى ( الديمقراطيين الجدد) او حتى الأخضر ( حزب الخضر) !!

وهكذا فمن المعلومات التقديرية السابقة يتضح لنا اننا اذا ما حرصنا على استخدام حقنا الانتخابي وتوحدت صفوفنا ( وهذا المهم ) فاننا نستطيع حسم المعركة الانتخابية لصالحنا ومن ثم ننتخب الحزب االذي نتفق مع سياسته والذي يراعى مصالحنا ويتفق مع تطلعاتنا ويتبنى مواقفنا العادلة . وعند هذه النقطة دعونا نلقى نظرة سريعة على اهم الوعود والسيياسات التي أعلنت عنها الأحزاب الرئيسية في حالة فوز أي منها في الانتخابات المقبلة والتي ستجرى يوم 21 أكتوبر الحالي .

بالنسبة لحزب المحافظين فلقد اعلن عن نيته في حالة فوزه هو تقليص اعداد المهاجرين والتدقيق في جنسياتهم الاصلية وغلق المنافذ الغير شرعية  المحاذية لحدونا مع الولايات المتحدة الامريكية التي يفد منها المهاجرون الى كندا طالبين اللجوء الى كندا. كذلك فانه ينوى بنقل سفارة كندا الى القدس ومن ثم الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل والحرص كذلك قطع المساعدات عن الانوروا أي وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطنيين وهذا سيؤدي وبطريقة غير مباشرة الى تصفية القضية الفلسطينية والتنكر لحق العودة للاجئين الفلسطينيين . هذا ما وعد به  حزب المحافظين على لسان رئيسه السيد شير  والناس تقول ان حكومة هذا الحزب فيما لو تم نجاحة سوف تقتدي بالسيد ترامب رئيس الولايات المتحدة الامريكية والتي اعترفت أخيرا بضم الضفة الغربية وجعلها جزاء لا يتجزأ من إسرائيل . كذلك من المحتمل ان تعيد هذه الحكومة القانون الخاص  باعطاء صلاحية سحب الجنسية بيد وزير الهجرة وليس في يد قاضى ينظر في حيثيات طلب سحب الجنسية من المواطن الكندي  وكما يذكر القراء ان هذا القانون تم ابطاله بواسطة حكومة الحزب اللبيرالى  برئاسة جاستن ترودو الحالية حيث اعادت العمل بالقانون القديم وجعل الصلاحية بيد القاضي فقط مما أعاد الثقة وجعل قرار سحب الجنسية ليس امرا سهلا وفي يد وزير  ربما يكون منتميا  لحزب له ايدولوجيات متشددة  . اما بالنسبة للحزب اللبيرالى فقد شهدنا إنجازاته وسياساته والكل يعرف ما قدمته حكومة هذا الحزب من مساعدات لاحتضان اللاجئين من سوريا والعراق وحتى من فلسطين وكذلك الدعم الذي تقدمه للاردن في مجال التعليم وللانروا والمعوزون من الدول الفقيرة كذلك أعلنت انها ضد نقل السفارة والاعتراف بالقدس كعاصمة إسرائيلية وكذلك ضم الضفة الغربية لها بالإضافة الى الزيادة في المنح الدراسية للطلاب على عكس حكومة المحافظين المقاطعية ( اذ ربما تتبنى الحكومة الفيديرالية نفي الايدولوجية)والتي يرأسها السيد دوج فورد والتي اقتطعت من ميزانية الصحة والتعليم ومن ميزانيات خدمات أخرى كإلغاء توكيل المحامين لقضايا اللوجوء وغير ذلك من تقلصات

اما من حيث الحزب الديمقراطى وهو حزب يساري فهو يتبنى الكثير من قضايانا وقد يكون اقرب الأحزاب لتطلعاتنا ويقيم الكثير من علاقات الود مع افراد جاليتنا ولكن تخوف البعض من ان حظ هذا الحزب في ان يكون أكثرية برلمانية  هو حظ ينتابه الكثير من الشكوك ومن ثم يخشى هذا البعض ان هو قام بتدعيم هذا الحزب واعطاه اصواته فانه وبطريقة  غير مباشره يساعد  حزب المحافظين على ان يكون هو الحزب الأكثر أصواتا انتخابية بالنسبة للحزب اللبيرالى

وأخيرا ننهى مقالنا هذا بجدول وضعته منظمة كنديون من اجل العدالة في الشرق الأوسط Canadian for Justice in the Middle East  واصدرته منذ فترة قصيرة تلخص فيه موقف الأحزاب المختلفة من القضايا  الراهنة في هذه المنطقة  .

وهكذا عزيزي القارئ اصبح الطريق امامك واضحا لتختار الحزب الذي يتفق مع قناعاتك وطموحاتك وانتمائك   لامتك وثقافتك العربية كل ما اسألك به هو ان تحكم ضميرك وتعتبر هذه الانتخابات هي فرصتك للتعبير عن نفسك وعن اهلك وامتك ومن ثم وجب عليك ان لا تتخلف عن المشاركة فيها وان تمارس حقك الانتخابي بكل صدق وامانه والله الموفق .

شارك مع أصدقائك
  • gplus
  • pinterest

أخر الأخبار

لا يوجد أخبار

أحدث التعليقات

  1. fodboldtrøjer
    2019-11-18

    Thank you for any other excellent post. The place else may just anyone get that type of information in such an ideal manner of writing? I've a presentation next week, and I am on the search for such info. fodboldtrøjer GabrieleK fodboldtrøjer BryonGuid

أترك تعليقاً