للتعرف إلى احتياجات الأشخاص من ذوي قصر القامة الحاد ومعاناتهم، تسرد هيئة الإذاعة الكندية قصة سيدة تنتمي إلى أقلية من الأقزام تعيش في مقاطعة مانيتوبا في وسط الغرب الكندي تزامنا مع اليوم العالمي لقصار القامة الذي يصادف اليوم في 25 تشرين الأول/أكتوبر.
تقول نائب الرئيس في اتحاد قصار القامة في مقاطعة مانيتوبا كوني ليدستر وهي نفسها قصيرة القامة إن المهمة التي تضطلع بها منظمتهم هي نشر التوعية بين أبناء المجتمع في ما يتعلّق بالأقزام وتقديم الدعم الاجتماعي والعاطفي والتربوي للأشخاص من ذوي القامات القصيرة وعائلاتهم.
إن قصر القامة هو خلل جسدي نادر ودائم يصيب شخصا من بين 000 30 شخص حول العالم بحسب هذه المنظمة الكندية.
تعيش السيدة ليدستر حياة طبيعة كباقي النساء، لها مهنتها وهي موّظفة في القطاع العام، أم وربّة منزل وتقوم بكل الوظائف على غرار كل إمرأة.
الطفلة فيوليت لندستر وعمرها 4 سنوات هي أيضا قصيرة القامة ولكن أحلامها كبيرة وتريد أن تأخذ حقها في الحياة مثل باقي الأطفال "الأصحاء"/ RADIO-CANADA / GENEVIÈVE MURCHISON
طفلتها البالغة 4 سنوات فيوليت هي أيضا مصابة بالتقّزم وهي كباقي الأطفال بحاجة إلى عالمها الخاص من الألعاب واللهو والتسلية.
هذه الام وابنتها تعيشان حياة عادية داخل المنزل ولكن ما أن تخرجا إلى الشارع حتى تتحوّل كل الأنظار نحوهما ويبدأ الناس بالإشارة إليهما بالأصابع وبنعتهما ووصفهما بكلمات مبالغ فيها.
وتأسف الأم "القزمة" على الطريقة التي يتعامل بها بعض الناس معها فيُقدمون مثلا على تصويرها من دون إذنها "وكأنها حيوان يلعب نمرة في سيرك".
ويكبر الخوف في قلب السيدة ليدستر من سوء استخدام صورها بقصرها الحاد على مواقع التواصل الاجتماعي هي وابنتها، كاستخدام هذه الصور للهزل والسخرية والتندر.
تقول هذه السيدة إنه في السنوات الأخيرة سهلت عليها السلطات في مانيتوبا العيش بفضل تصديق المجلس التشريعي في حكومة المقاطعة المحلية في العام 2013 على قانون THE ACCESSIBILITY FOR MANITOBANS ACT الذي يقضي بتأمين الوصول إلى كافة الخدمات لمن هم ضحية إعاقة أو حاجز مهما كان.
وتضيف ليدستر إن هذا القانون ساهم في تسهيل كل الخدمات التي تحتاجها في حياتها اليومية، فقد أصبحت أجهزة الصرّاف الألي ومضّخات البترول في محطات البنزين وحتى محال البقالة متاحة للجميع أكثر فأكثر سواء أكان الشخص على كرسي متحرك أو قصير القامة فهو بمستطاعه أن يقوم بنفسه بكافة الخدمات التي يحتاجها.
في منزلها المصمم لشخص متوسط الطول، تستخدم ليدستر درجا صغيرا لممارسة المهمات المنزلية.
وتعتبر هذه المواطنة الكندية القزمة أنها محظوظة لعدم تعرّضها للتمييز في مركز عملها.
إنني فخورة بحياتي، ليس لكوني شخص صغير القامة فحسب بل ايضا لأنني أعيش في ظروف متكافئة ومتساوية مع الجميع في عالم متوسط الحجم...أعيش بشجاعة وتسامح ومرونة وثقة.
يمكن للأشخاص الأقزام أن يحققوا الكثير من الانجازات في حياتهم المهنية فهناك بيننا المحامي والطبيب والعامل وغيرها من المهن.
(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية)