- :
قرر الصمت عن الكلام , بعد أن أتعبته ولاكته ألسنة الناس, وما جلبته له ثرثرة الغير من مصائب , وسببت له المتاعب , معلنا السكوت التام والصيام , آخذا بالحكمة القائلة " خير الكلام ما قل ودل " , لكن صمته طال حتى تحول إلى خرس دائم . !! - كلام !!
قال له : لسانك طويل وبذئ , ولا فائدة معك بالنصح , وقرر مقاطعته وعدم مخاطبته وجها لوجه , أو حتى عبر الهاتف , غير أن وجود وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة "الفيسبوك" و"الماسينجر" , جعل الكتابة , أكثر إيلاما من الكلام !!.
** غرام وهيام !! - هيام :
هام بها وبات يلاحقها في كل مكان , وهي لا تشعر به , ولا تلقي له بالا , رغم ما حاول أن يبث لصديقاتها ما به من شجن , وأنه العاشق الولهان , مذ رآها أول مرة تتمايل وتتغنج في مشيتها , كأنها عود البان , ومع الصد وعدم الرد , قرر أن يرسل لها رسالة عاشق , يبث فيها ما به من ولهٍ , وأنه من كثرة الوجد لا ينام , فردت عليه : للأسف أنا لست هيام !!
(2) قطار :
ها هو في محطة القطار , ينتظر وصوله على أحر من الجمر , بعدما أخذ منها موعدا باللقاء ذلك المساء , بعد أن تعارفا عبر " الفيسبوك " , الذي وضعت عليه لها صورة لفتاة فاتنة هيفاء , وأخبرته أن اسمها "أسماء" ,,, وانها ترتدي " فيزون " باللون الأحمر , وتضع على رأسها قبعة بيضاء , وأنها تنتظره في محطة القطار , لكي تحظى بأجمل لقاء , مع من اختارته من بين المعارف والأصدقاء .
وصل القطار في الميعاد , شاهدها وهي تدير ظهرها , كانت ذات خلفية جميلة ومثيرة محشوة في " الفيزون " , كأنها مؤخرة هيفاء وهبي , أو كيم كاردشيان , وعلى ظهرها خصلات شعر شقراء , تنساب من تحت القبعة البيضاء , ناداها باسمها " أسماء " ؟! فالتفتت إليه , فعقدت المفاجأة لسانه , وتجمد الكلام في حلقه , فهي ليست سوى عجوزا شمطاء .!!
** * غربة وحنين !! - حنين :
ظل الحنين يملأ فلبه لبلاده , بعد أن طالت الغربة , التي أجبرته الظروف بالإقدام عليها , لم يكن يظن يوما , أنه سيترك وطنه وأرضه وداره وأهله وأصدقاءه ورفاقه في هذا العمر , وصل إلى بلاد السمن والعسل , كما يصفونها , لكنها بالنسبة له ليست أكثر من محطة عابرة , يؤكد في كل مرة لكل من عاتبه على هذه الهجرة والغربة , أنه عائد عما قريب , لكنها طالت , حيث أخذ يتأقلم مع أجواء هذا الاغتراب , ولم يعد يمتلك ذللك الحنين , لبلاد أنهكها الوجع والأنين .!! - الغريب :
عاد إلى بلادة بعد غربة استمرت نحو ربع قرن أو يزيد , طلبا للرزق بسبب ضيق الحال في بلاده , تمكن من جمع ثروة لا بأس بها , واستطاع أن يعلم أبناءه في أفضل الجامعات , ثم كونوا أسرهم الخاصة بهم , وتفرقوا في بلاد الله الواسعة , بات وحيدا مع زوجته , عندها قرر العودة للوطن , ابتاع قطعة أرض , بنى عليها منزلا فخما , عله يجمع الأسرة من جديد في يوم من الأيام , بحث عن أصدقاء الأمس , لم يعثر على أحد منهم , فمنهم من توفاه الأجل , ومنهم من غادر البلاد , ومنهم من أنهكه العجز والمرض , ولم يعد قادرا على الخروج , لم يعثر على ما كان يأمله ويحلم به , فبات يشعر أنه غريب في وطنه , فلا ولد يؤنسه في البيت , ولا صديق يسامره ويجلس معه على المقهى يلعب معه طاولة الزهر التي كان يحب لعبها , شعر بانقباض وإحساس غريب , بعد أن بات فعلا كالغريب - Date October 9 2019
أخر الأخبار
لا يوجد أخبار