عزيزي القارئ : انا اعترف هنا باننى لست محللا عسكريا ولا مراسلا اخباريا ولا حتى ناشطا سياسيا فانا قد تركت مهمة التحليل الاخباري والسياسى من عقود طويلة بعدما هددت بالاذى او حتى القتل من احدى الدول وعن طريق احد السفراء العرب . كذلك قام بعض المحتجون على تحليلاتي بتقديم شكوى الى ممثلية الأمم المتحدة حيث كنت اعمل آنذاك تحت مظلتها يقولون فيها اننى امارس السياسة وهذا يتعارض مع مهام عملى المرتبط بالممثلية الأممية. . أقول انا هنا لا اكتب كمحلل سياسي بل كقارئ يريد ان يستخدم عقله في قراءة الاحداث ولحسن الحظ فان استخدام العقل ليست جريمة يعاقب عليها القانون الكندي , فنحن هنا في كندا قد اكرمنا الله بدولة فيها قدر كبير من الديمقراطية . وهكذا وتحت هذه المظلة فها انذا اكتب اليوم في احدث امر جلل حدث في عالمنا الشرق اوسطى وسيكون مقالى مجرد سطور قليلة وعلى القارئ الكريم ان يحل شفرة ما بين السطور او يتمعن فيما اخترته من أمثال!
ترامب يتباهى بانه اصدر الأوامر بقتل قاسم سليمانى ومعه أبو مهدي المهندس وثلة من خيرة العسكريين الايرانين والعراقيين وذلك باطلاق صواريخ الطائرات المسيرة على سيارات كان يستقلها هؤلاء المغتالون داخل الاراضى العراقية لا الاراضى الامريكية ولا حتى اراضى القواعد الامريكية تلى ذلك ان مجلس النواب العراقى طالب بطرد القواعد الامريكية المستضافة من العراق لانها استباحت قوانين الضيافة ..تبع ذلك ان علا الصوت الإيراني ليرغى ويزبد ويتوعد ويتغنى بالرد المزلزل وان جثث الامريكين لن تجد النعوش اللازمة لتحتويها !! .. وهنا اوعزت أمريكا لإيران وعن طريق سويسرا وعمان ( فيما اذكر)بان يكون ردها معقولا وليس مبالغا فيه أي مجرد حفظ ماء الوجه والا فان ردة الفعل الأمريكي ستكون ساحقة ماحقة ولن تعبأ بمؤسسة عسكرية او مدنية او حتى ثقافية ( مثلما فعل التتار حينما استولوا على بغداد في القرن الثالث عشر أي حوالى 1258 م حيث دمروا جميع مظاهر الحياة والحضارة فيها بما فيها الكتب القيمة) هنا حبس العالم أنفاسه والكل اصبح يقول انه لا يعترض على قضاء الله ولكن يسأله ان يلطف بالناس ويحفظ ارواحهم. وفي يوم الثلاثاء السابع من شهر يناير قامت ايران باطلاق صواريخها البلاستية على قاعدتين امريكتين في الاراضى العراقية أيضا .. وحسبما قيل لم يقتل احد لا امريكي ولا غيره وحتى إصابات المباني والمعدات لم تكن ذات بال مما جعل البعض يطلق عليها انها العاب نارية بمناسبة رأس السنة الميلادية !!
بعد ذلك نفاجأ بتصريح من ايران يقول ان أمريكا قد أٌشعرت مقدما بنية ايران أي لم يكن هناك سرية لا في الزمان ولا المكان وأُلحق هذا التصريح بتصريح اخر يقول بان اثنين من الصواريخ الاثنى عشر التي اطلقتها ايران أٌبطل صاعقيهما لكى لا ينفجرا مما قد يؤدي الى قتل بعض الاشخاص في القاعدة !!
بعد ذلك يخرج علينا السيد ترامب والذي كان يتقمص دور هولاكو خان ( المفارقة المثيرة هنا هو ان هولاكو جاء غازيا العراق من ايران وليس من بغداد الى ايران كما هو في الوضع الحالي أي عكس الاتجاه!!) في هذا الحدث ليقول بانه لن يضرب أي من ال 52 هدفا إيرانيا والتي كانت مؤهلة لاستقبال ضربات ردة الفعل الأمريكي وسيكتفى ببعض العقوبات الاقتصادية هذا على الرغم من ان قائمة العقوبات قد تم استنفاذها بالكامل ومن ثم لا يوجد من شيء له قيمة ليتم تضمينه ومن ثم تنفيذه ,وهاهو السيد ترامب وبعد تناوله وجبة من الوجبات السريعة التي يقول الناس انه يفضلها والتي يسميها الامريكيون بانها فاست فوود Fast Food ويقول عنها الاخرون انها جنك فوود Junk Food أي "غث الطعام " ها هو يقول انه لا يريد تغيير النظام الإيراني بل يتغزل بايران ويدعوها للمفاوضات وفي هذه المرة بدون شروط أمريكية مسبقة وانه قام بقتل قاسم سليماني لانه كان إرهابي ومن ثم فقد اصبح العالم اكثر سلاما . أي ان الرئيس الحنون ترامب قد قام بانقاذ العالم من الإرهاب!!
عزيزي القارئ انا لا أريد ان اعلق انا فقط نقلت لك صورة فوتوغرافية او فيديو كلب Video Clip لما حدث والان يلذ لي ان اقدم لك بعض العناوين لما حدث واستقى هذه العناوين من امثلتنا الدارجة أو الاقوال المأثورة ايمانا منى بان الامثال والاقوال هي خلاصة ابداعات العقول النابهة .
المعادون لامريكا يقولون : مجنون رمى حجر في بير الف عاقل ما طلعوه!! ويقول اخرون المثل بطريقة أخرى " هبلة واعطوها طبلة" ام الدهاة (جمع داهية)فيقولون " القوي عايب"
اما المعادون لإيران فيقولون : "زعم الفرزدق ان سيقتل مربعا ... ابشر بطول سلامة يا مربع " ويقول اخرون المثل بطريقة أخرى : " اسمع جعجعة ولا أرى طحينا" اما البسطاء فيقولون " اسمع كلامك اصدقك .. اشوف عمايلك استغرب"
المعادون للعراق فيقولون : :”اذا كنت قد الطلاق .. طلّق " ويقول اخرون المثل بطريقة أخرى "قبل ان تقص القماش يجب ان تقيسه عشر مرات" اما الدهاة فيقولون " كالمستجير من الرمضاء بالنار"
ويقول أعداء الأنظمة العربية " أسد على وفي الحروب نعامة" ويقول الخبثاء "ما أسعد العبد بنكبة سيده"
اما الفلسطينيون فيقولون " إجت الحزينة تفرح فلم تجد لها مطرح" ويقول الاخرون المثل بطريقة أخرى " قليل البخت يجد العظم في الكرشة" اما الدهاة فيقولون " ما حك جلدك مثل ظفرك"
إسرائيل تقول " اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب " ويقول البسطاء " لحم كلاب في ملوخية"
اما الدول الاوربية فتقول لامريكا : "خايف أقول اللي في قلبى.. تزعل وتعند معايا " ويقول البسطاء "اللى بتجوز امي ..أقول له يا عمي"
وأخيرا يقول العالم للعدوين الصديقين أمريكا وايران : " لا تكذبا .. إنى رأيتكما معا .. فدعا الصراخ والتّوَعُ
د.عبد الله الفرا تم نشر هذا المقال بمجلة دنيا الوطن بتاريخ 12 يناير 2020
Duclimi
https://hcialischeapc.com/ - buy cialis viagra