من المعروف ان الامارات وإسرائیل اصبحتا على وشك التوقیع الرسمي على اتفاق للتطبیع الكامل بینھما ولیكون ھذا التطبیع شاملا لجمیع النواحي سواء اقتصادیة او او علمیة او امنیة وسیاسیة ..الخ وھا ھي دولة البحرین ترید ان تحذو حذو الامارات وربما ھناك دولا عربیة أخرى خلیجیة او غیر خلیجیة ھي في دور التسخین والتمھید لاعلان مثل ھذا الاتفاق والذي اطلق علیھ اتفاق سلام .. لست ادري كیف یطلقون اسم السلام على مثل ھذه الاتفاقات فالذي اعرفھ ان السلام یكون بین الدول المتحاربة والذي اعرفھ أیضا انھ لم یكن ھناك حروبا بین ھذه الدول والدولة العبریة .. اما اذا اقحمت كلمة "السلام" كعنوان لھذا الاتفاق لانھ وكما قیل ان إسرائیل قبلت ان تؤجل عملیة الضم الرسمي لمعظم مساحات الأرض المحتلة في الضفة الغربیة فالذي أعرفھ ان إسرائیل لم تكن تنوي تنفیذ عملیة الضم في الوقت الحالي ولاكثر من سبب : فھناك ومن داخل الوزارة الإسرائیلیة نفسھا من یعارض ھذا الضم لانھا ستوقع اسرائیل في مشاكل لا مبرر لھا وكذلك للنصائح التي قدمتھا أمریكا الحلیف الأكبر لإسرائیل وعلى لسان رئیسھا ترامب وھو الاب الحنون للابنة المدللة إسرائیل . أقول ان ترامب نفسھ وعلى لسان وزیر خارجیتھ بومبیدو نصح إسرائیل بالتریث في الضم وأیضا فان ھذا الضم قد تأجل أیضا بسبب رفض دول الاتحاد الأوروبي والتي أعلنت صراحة انھا لن تعترف بھذه الخطوة احادیة الجانب إذ انھا أي الدول الأوروبیة تعتبر ان مثل ھذه الخطوة لن تؤدى إلا الى مزیدا من التعقید في عملیة السلام ومن ثم تضاؤل حل الدولتین أي انھا خطوة في غیر الاتجاه الصحیح أي إتجاه انھاء العداء والحرب الطویلة الأمد بین . الفلسطینیین والدولة العبریة المحتلة والواقع ان كل ما یجري على الساحة الشرق أوسطیة من مشاریع ویلصق بھا صفة السلام ھي في الواقع مشاریع لا تمت للسلام العادل باي صلة فعلى سبیل المثال ولیس الحصر المشروع الأخیر والذي أطلق علیھ صفقة القرن وھو اخر ھذه المشاریع وبانھا الفرصة الأخیرة للفلسطینیین نحو السلام وانھ الحل السحري لانھاء مشكلة او معضلة زاد عمرھا عن السبعین عاما , ورغم أنني وكانسان فلسطیني اتحرق شوقا لانھاء ھذه المعضلة واتوق الى سلام یرفرف على منطقة الشرق الأوسط المنكوبة لا اجد في صفقة القرن ھذه أي سلام انتفع بھ لكي اقبل بھا ولو على مضض. أي اننى مستعد لقبول حلولا ذات سقف منخفض ولكن لیس على حساب ثوابت أساسیة من أبسط حقوقى ان اتمسك بھا . وانا تساءل ھنا أي سلام ھذا والذي لا یعطینى إلا النذر الیسیر من الأرض لیتكدس بملایین البشر من قومي والموجودون حالیا وباعلى كثافة سكانیة في العالم اھل من العدالة ان یسكن ما یقارب الخمسة ملایین من الفلسطینیین في مساحة 21 %من مساحة فلسطین االاصلیة بینما یعطى الحق لشریكى في ھذا السلام أي الإسرائیلیون باخذ 79% من ھذه المساحة لیسكن فیھا قرابة 9 ملایین اسرائیلى( أي اقل من ضعف عدد الفلسطینیین) . أي ان اخذ انا نصف حقى من الأرض بینما یأخذ شریكي في السلام ضعف حقھ فیھا !! لا بل ھو أیضا یرید المزید من قضمة للأرض التي العرب واتفاقیات السلام بقلم: د. عبد الله الفرا | دنیا الرأي 2020/19/8 https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/08/19/530304.html 2/3 ستعطى لي !! ومن ثم یعطى الحق في ان یجلب الیھا المزید من الیھود المستوطنین من الدول الخارجیة وذلك لیملا ھذه المساحات بھم في ھذه الأرض والتي اغتصبھا منى وبعد ذلك مطلوب منى ان اتنازل لھ عن كل ھذه الاراضى وبطیب خاطر وتحت مسمى "أتفاق السلام" ؟ واي سلام ھذا یعطى شریكى في السلام كل مصادر القوة من أراض خصبة ومیاه وفیرة وحدود امنة ولا یعطینى حدودا واضحة ولا مصادر طبیعیة اعتمد علیھا ولا جیشا استطیع ان احمى بھ قومي بل لا یعطینى حق ادخال اھلى وبنى قومي والذین أصلا طردھم ھذا الشریك عنوة من دیارھم فاصبحوا مھاجرین ینتقلون من شتات الى شتات مثلھم كمثل نباتات مائیة ھائمة على وجھ الأنھار والبحیرات لیس لھا جذورا في أي مكان . وأي سلام ھذا الذي لا اعرف فیھ حدودا دولتى فھى حدود افتراضیة ھلامیة امیبیة ولا توجد لھا عاصمة شرعیة فالقدس كلھا لشریكى ومحظور ع ّ لي ان احصل على جزء منھا رغم وجود مقدساتي وتراثى ومقابر اجدادي وبیوت ابائى موجودة في كل ركن منھا . وأین ھو السلام وحریتى الدینیة ناقصة فانا ادخل لأصلى واعبد خالقى بقیود وشروط بینما یدخل شریكى كلما أراد بل انھ یعلن صراحة انھ بصدد إقامة ھیكلھ المزعوم على انقاض مسجدي ھذا على الرغم من ان علماؤه قد اعلنوا وعلى لسان كبار علماء الاثار الیھود بان ھذا الھیكل أي ھیكل سلیمان علیھ السلام لا یوجد في ھذا المكان وتأكد ھذا بسلسلة من الحفریات كان الھدف منھا لیس البحث عن الھیكل المزعوم بل تھدیم . اساسات المسجد الأقصى والذي اسرى بنبیى ونبى قومي محمدا صلاة الله علیھ ونحن وكفلسطنیین مكتویین بنار الاحتلال وظلم العالم لنا وضعف ما بیدنا من إمكانات واختلاف ما بیننا من توجھات وما تبع ھذا من تشرزم في الصف الفلسطیني الواحد بحیث اصبح الرئیس رئیسان وأصبحت بقعة الأرض الصغیرة والتي تأوینا بقعتان متخاصمتان أقول وفي ظل ھذه الظروف القاسیة مطلوب منا ان نثبت على اساسیاتنا ولا نفرط في حقوقنا وقد یكون التبلزم ھو خیارنا الصعب ذلك انھ حینما تصبح الظروف غیر ملائمة لبعض الكائنات الحیة فانھا لا تموت بل تتبلزم أي تحیط نفسھا بغلاف یقیھا من تأثیر الظروف غیر المناسبة وتسكن ھي داخل ھذا الغلاف وتحافظ على دیمومتھا وحیاتھا ولو بقیامھا بأنشطة محدودة ولكنھا تظل تترقب الظروف وتجاھد بصبر طویل النّفس لكي تنقشع ھذه الظروف ومن ثم تسترد عافیتھا وتستأنف نشاطاتھا وتعود المیاه الى مجاریھا . وباذن الله العادل وان لم یستطع الوقت الحالي تحقیق احلامنا في التحرر والاستقلال وذلك بفضل ھیمنة القوى الظالمة على ھذا العالم فان في التاریخ الكثیر من القصص لدول سادت ثم بادت فاین ھي الإمبراطوریة العثمانیة وأین ھم الصفویون والبیزانطیون وأین ھي امبراطوریة بریطانیا والتي كانت لا تغرب عنھا الشمس وأین .. وأین .. ان دورة التاریخ ستتغیر وسیتغیر معھا الكثیر . من مراكز القوى في العالم وان دول الظلم الى ساعة وقوى الحق الى قیام الساعة .ھكذا ھي إرادة الله اعدل العادلین والخلاصة ان إلصاق اسم السلام على مثل ھذه المشاریع ھو تسمیة مضللھ زائفة ولا ترمي إلا الى تكریس الاحتلال وشرعنتھ ووھو إلصاق متعمد لتسویق مثل ھذه المشاریع الظالمة ومن ثم سھولة بیعھا على دول العالم . واذا كان ھذا الفریق او ذاك قد نجح في بیع مثل ھذه المشاریع للعالم الخارجي فلیس من المعقول ان نبلع نحن العرب مثل ھذا الطعم ومن ثم یجب ان نكون على وعي بھذه التسمیات المضللة فنتبناھا ونكررھا بغباء او كالببغاء .. اما بالنسبة لبعض الحكام العرب والذین انساقوا تحت وھم ھذه التسمیة واصبحوا یھرولون للتطبیع مع إسرائیل فنقول لھم اننا وكشعوب عربیة نعرف ان استخدامھم لھذه التسمیة ھي بمثابة ورقة التوت التي یحاولون بھا ستر عوراتھم ولكنھم لن ینجحوا في . ستر ھذه العورات ومن ثم فلیطبعوا كما یحلو لھم ولكن لیس باستخدام اسمائنا و تغییر ثوابتنا الثابتة
تم نشر هذه المقالة في جريدة دنيا اوطن بتاريخ 19 اغسطس 2020
jordan shoes
I抎 must examine with you here. Which is not something I often do! I get pleasure from studying a publish that can make individuals think. Additionally, thanks for permitting me to comment!