ن توقيع ما اطلق عليه إتفاقيات السلام بين إسرائيل وكلا من دولة الامارات العربية المتحدة ودولة البحرين لا يعنى ان هذا هو نهاية العالم وليس معناه ان القضية الفلسطينية قد انتهت او حتى اقتربت من الاندثار .. صحيح انه قد أصابها التحرش المخزي ولكن هذه القضية لن تنتهى او تحل إلا بتوقيع الممثليين الرسميين للفلسطينيين ومن خلفهم الشعب الفلسطيني باسره على هذا الحل او ذاك . وطالما ان الفلسطينيين غير مقتنعين بما هو معروض عليهم من سلام فلن يكون هناك سلام. فالسلام في العادة لا يكون إلا بالرضاء النفسى والقناعة الذاتية لكل طرف من طرفيه وبان كلا الطرفين مرتاح لهذا الحل وانه بالنسبة له حلا عادلا وافضل ما حصل عليه نتيجة ما أعطى لشريكه من أشياء مقابل ما اخذ هو من هذا الشريك من أشياء وبطريقة عادلة متوازنة .. وعليه فطالما كان الحال كذلك وطالما وقف الطرفان الفلسطيني والاسرائيلى على طرفي نقيض .. اذن لن يكون هناك سلام . وستستمر حالة اللاسلام الى ان يدرك الطرف المغتصب او المتعدي بان عليه ان ينزل من على شجرة المكابرة والاستعلاء ويرجع الى رشده والى قوانين العدالة القانونية والشرعية الدولية ومن ثم يخلع رداء القوة الزائل ويتسربل برداء ألحق والمنطق .. هنا فقط يحل السلام ويتحول العداء الى وئام وما عدى ذلك فهو مجرد أوهام في أوهام.
ومن هنا فان ما تقوم به وسائل الدعاية الإسرائيلية والأمريكية من تزمير وتطبيل واوصافا مضخمة من انتصارات موبينة وفتوحات عظيمة ما هو إلا بروباجندا دعائية الهدف منها كسب أوراقا سياسية شخصية لعلها تنجح في إعادة انتخاب الرئيس الامريكى وقد مالت شعبيته في الانحدار والابتعاد عن النجاح , وانجاح رئيس الوزراء الاسرائيلى في الهروب من ملاحقته عن جرائم الفساد وعدم نظافة اليد . أما بالنسبة للدول العربية والتى تغير حكامها فاصبحوا شبابا حلّوا محل شيوخا أغنتهم التجارب وطحنتهم الخطوب وشهدوا ملابسات الميلاد غير الطبيعي لهذه الدولة الوليدة : إسرائيل , ومن ثم كانوا على حكم صائب في التعامل معها . أقول فان هذه الدول أيضا تطبل وتزمر لهذا السلام المزعوم وتعتبره نصرا لها بل للفسطينيين وللامة العربية كلها !!ومن هنا فهي تسوق المبررات والتي هي تارة من اجل حل القضية الفلسطينية وتارة من اجل مصالح البلاد العليا رغم ان الواقع لا يؤيد هذا المبرر او ذاك! حيث انها وكما يرى المحللون السياسيون والاقتصاديون والعسكريون تقزم هذه الدول وتجعل منها لقمة سائغة لدولة لا تعترف بحدود لها ولا بالقيم الانسانية ولا بالإتفاقيات الدولية.
اننى اسأل الله من كل قلبى ان لا تصاب هاتين الدولتين العربيتين بمشاكل وتعقيدات مثلما من سبقوهما من دول التطبيع من مشاكل اقتصادية وسياسية وعسكرية وعدم استقرار وتوتر شعبى دائم بين حكومات وشعوب هذه الدول المطبعة وان كان لهذه الدول اعذارها المبلوعة وعلى مضض في توقيع اتفاقيات التطبيع سيئة السمعة ومع ذلك فلم يحصل هذا التطبيع إلا بين الحكومات بينما اجهضته شعوب الدولتين . وانا وكإنسان فلسطيني وعربي ومسلم ادعو الله مخلصا ان يجنب الامارات العربية المتحدة ذات الايادي البيضاء على الفلسطينيين والبحرين الحبيب الى قلبى الاثار السلبية لهذا التطبيع من حيث زيادة العداء الإيراني كجار قوي بل ويدخل في تركيبتهما السكانية وما قد يتبع ذلك من اعمال خطيرة تهدد السلم والأمان بالإضافة الى السمعة السالبة لهما عند الغالبية العظمى من العرب والتي ربما تستنزف الرصيد الإيجابي السابق والذى بناه الإباء المؤسسون لهاتين الدولتين .
أما بالنسبة لإسرائيل والتي اخذت تتشدق بالسلام وبانه سلاما دائما متبادلا فانا أتسأل هنا هل حقا شعرت إسرائيل يوما واحدا ان الشعب العربي قد اقتنع بان هناك سلاما بينها وبين هذا الشعب ؟ وهل أشعرها هذا الشعب يوما واحدا انها دولة صديقة او حتى مقبولة .. الإجابة لا فلتسمع وترى نبض الشارع العربي العفوي نحوها فهو وعلى مرأى من كل الملأ وسواء في الاجتماعات المغلقة او العامة او اللقاءات التلفزيونية او حتى الاعمال الدرامية الكل يقول لا سلاما مع إسرائيل تحت ضغط الظلم والقوة ,ولا حبا او تعايشا معها في ظل الكذب والخداع .
والان لننظر الى للصورة من داخل هذا المشهد الهزلي الاخير.. ها نحن ننظر الى هذا الاحتفال او العرس غير التقليدي والذي أقيم في واشنطن يوم الثلاثاء 15 سبتمبرالحالى أي قبل يومين اي الاحتفال الذي اعد للتوقيع على هذه الاتفاقيات والتي الصقت بها كلمة السلام لصقا ..
يحضر العرّاب منتفخ الاوداج يتبختركالطاووس ومعه ثلة من محيطيه او منافقيه .. يحضر الموكلون والذين هم وكلوا انفسهم تبرعا نيابة عن العروس. العروس التي لم تغادر مخدعها والتي أصرت على عدم الحضور , نعم لم تحضر عقد القران بل هي رافضة لهذه الهزلة كل الرفض ,وبدلا من تلبس ثوب الزفاف الأبيض فلقد اتشحت بالسواد دلالة على حزنها العميق ورثاءها لهذا الاحتفال الخادع , وفي المقابل يحضر العريس متخايلا مزهوا بنفسه رغم انه موسوم ومن قبل اهله وجماعته بانه فاسد أفاق مجرم , غير مشهود له لا بالصدق اولا بالصلاح .. ويحضر أيضا حامل السجلات والوثائق المراد تزويرها ليسجل عرسا بدون عروس ومصاهرة رغم عدم رضاء الاهل وأولياء الامور .. اما الحضور فقد حضروا وكشهود لا عن قناعة او محبة ولا من اجل عمل جاد بل مجاملة لإكمال الديكور .. النتيجة بالطبع مهزلة تمثيلية تبرم منها الحضور وضاق ذرعا بها الجمهور فيا لسخافة التمثيلية ويا لفشل الممثلين!!
 
 
شارك مع أصدقائك
  • gplus
  • pinterest

أخر الأخبار

لا يوجد أخبار

أحدث التعليقات

  1. uxoduhrirom
    2020-10-24

    http://mewkid.net/when-is-xuxlya2/ - Amoxicillin 500mg Capsules Amoxicillin mfb.ujnm.honalondon.ca.wpn.tt http://mewkid.net/when-is-xuxlya2/

أترك تعليقاً