ما أقسى ان تفتح عينيك في الصباح الباكر وانت تريح من وضع رأسك على الوسادة وتفتح الفيس بوك لتقرأ بعينين شبه مغمضتين خبرا محزنا يعنى الكثير بالنسبة لك تأخذك الصدمة وتعدل من وضعك لتزيد من اتساع حدقة عينيك لتتأكد من صدقية هذا الخبر الحزين .. تمر بمخيلتك الكثير من الاحداث والصور فقيدك الكبير كان فارسها تأخذك الصدمة القاسية تدور بك الدنيا وبما انك تقريبا من نفس جيل هذا الفارس فمن الطبيعى وان ينعكس هذا الخبر السئ على نفسك تعود لتبكي نفسك من خلال بكائك على الفقيد .. تسأل نفسك حقا لقد اقترب الرحيل ولكن وبالتحديد متى هذا الرحيل؟ تنتابك مشاعر مختلفة اخيرا تعود الى نفسك وتخرج من عباءة افكارك .. هنا لا تملك الا الاستسلام لقضاء الله وتعرف ان الموت حق ثم تدعو للمتوفى العزيز وتسأل الله ان يسكنه دارا خير من داره وبرزخا في رحاب الجنة وتتذكر مأثر هذا البطل المناضل والمقارع الشرس والذي أسكن الوطن في كل ذرة من كيانه صمت هذا الصوت والذي كان دائما يطالب الجميع من الفلسطينيين ومن العرب ومن الاجانب ان يقفوا مع الحق الفلسطينى ان يقفوا مع الضمير العالمي لنصرة اهل فلسطين والذي تخلى عنهم الجميع ومع ذلك فهم صامدون مزروعون في بلادهم كشجر الزيتون الشجرة المباركة لانهم مباركون .. لست ممن صاحبوا الفارس المترجل عن صهوة حصانه فانا لم اراه الا مرة واحدة وكانت قصيرة ولكنها بالنسبة لي كانت ذات فائدة كبيرة عرفت منها كيف ينبغى ان تكون قويا حتى في اقسى لحظات الانكسار كيف تحول ضعفك الى قوة كيف تنبلج الشمس باهرة الضوء من رحم الليل دامس الظلام جعلنى لا اداري فلسطينيتى عندما اتحدث في اي محفل دولي سواء اكان اكاديميا او غير ذلك .
حدث هذا معي ايضا في هولندا في مؤتمر عام للعلوم والتكنولوجيا وكان رئيس المؤتمر يهودي يعشق اسرائيل ولكنه قال لي انا احترمك لانك تدافع عن بلدك من واقع حبك لبلدك وليس لانك تكرهنى كيهودي قلت في نفسي الفضل في هذا لا يرجع لي بل للمعلم الذي استمعت اليه مرة واحدة ولفترة قصيرة.. رحمك الله يا د. صائب عريقات وعوض الله فيك الشعب الفلسطينى افضل سلف . انا لله وانا اليه راجعون