ها نحن نطرد عام 2020 وكنا قد استقبلناه وقبل سنة بكثير من التفاؤل لا بل كنا نريده ان يكون افضل من العام الذي سبقه , ولكنه وللاسف الشديد خيب ظننا وتآمر علينا مع سنين الطاعون والكوليرا والجدري فلا اعاده الله على احد !!

 

بالنسبة للمستوى العام فلقد حدثت في العام المنصرم  الكثير من الاشياء السلبية سواء على المستوى البلاد الام حيث ازدادت الحروب ضراوة في اليمن وليبيا وتغولت اسرائيل بما اخذته من امتيازات من امريكا فتم لها نقل السفارة الامريكية الى القدس وتم لها الاعتراف الامريكي بالمستوطنات والجولان وحتى ضم المزيد من الاراضى الفلسطينية وكذلك لم تتحقق المصالحة بين الفلسطينيين. على مستوى الخليج فلا زالت الاربع دول تقاطع قطر وخلال هذه السنة فقدنا رئيسا عربيا كان مثالا للانسان الطيب الحكيم لبلد احبه جميع العرب واقصد بالرئيس الشيخ رحمه الله صباح الاحمد الصباح وبالبلد الكويت الحبيب وكلنا ثقة في ان الامير الحالى هو خير خلف لافضل سلف . تزداد القصص التراجيدية عنفا في الخليج فتعترف الامارات والبحرين باسرائيل وتقوم بالتطبيع معها دون ثمن معقول وتحذو السودان والمغرب وان كان بصوت منخفض واستحياء حذو الدول الخليجية السابقة وايضا بأثمان غير مضمونه الفوائد ومما يدعو للاسف ان التطبيع الجديد اختلف كثيرا عن نوعه السابق ,  فلقد كان هناك تطبيعا سابقا بين كل من مصر والاردن واسرائيل ولكن هذا التطبيع لم ينجح في الاستمالة الايجابية للشعب في هاتين الدولتين الحبيبتين  ليبارك هذا التطبيع ومن ثم يسير في ركابه بل العكس كان يحاربه ولا يسنح له بالعيش الطبيعى  , اما ما حدث في الحالة الثانية من التطبيع هو العكس تماما بحيث أصبحت شعوب هذه  الدول المطبعة تتبادل زيارات الوفود السياحية وتقيم الاحتفالات تكريما لمناسبات إسرائيل بل وتتبادل المغنيين وتستميل الفنانين ووصل الحد الى انشاء المدارس  التبادلية  كل هذا حدث في فترة قياسية  سبقت سرعة الضوء  !!اي في ليلة وضحاها انقلبت الأوضاع 180 درجة بالكمال والتمام !!

 

إننى هنا وكعربي محبا لجميع البلاد العربية وبلا استثناء ومحبا  لاخوانه العرب وامته العربية والإسلامية  , كل ما اتمناه ان لا يطول زواج المتعة هذا , وان يدرك فيه هؤلاء من اشقائنا العرب ان السير في هذا الطريق الزلق  وبهذه السرعة الصاروخية  بل الفضائية  هو السير نحو المجهول والخطر على بلدانهم وانفسهم وليقرأوا السيرة الذاتية للدولة التي طبعوا معها بحسن نية وطيب مقصد  وعندها  سيدركون  ان التغريد خارج السرب سيحمل لهم سهولة الانقضاض عليهم والتهامهم وانهن جلبواالمخاطر لانفسهم ولجيرانهم بل لمنطقتهم باسرها . وسيدركوا  انهم كانوا أقوياء عندما كانوا ضمن الحزمة وليس منفصلين عنها  ذلك ان  يد الله مع الجماعة طالما كانت الجماعة تطالب بحق مشروع وازالة ظلم وقع على احد افرادها .

 

 

اما بالنسبة للمستوى المحلى فالحمد لله كانت كندا من الدول الاولى التي سارعت الى الاهتمام  بمواطنيها ورفاهية عيشهم , فلقد قامت وكأي دولة متحضرة  وبدون تمييز بين دين او لون او جنس( ذكر او انثى) او عرق بكل ما يمليه عليها الواجب  من مهام بغية التقليل من اثار هذه الكارثة العالمية . لقد اثبتت هذه الدولة ذات التنوع الثقافي انها وفي ظل جائحة كورونا امينة على مواطنيها وفية لوعود مسؤوليها ساهرة على مصالح شعبها وتبذل قصارى الجهد لتجنيبهم الامراض وسوء الوضع الاقتصادي وقلة الخدمات الصحية والتعليمية .

صحيح ان الكثير من أصحاب الاعمال في كندا قد ذاقوا خلال هذا العام مرارة سوء الحالة الاقتصادية وكساد النشاط التجاري ورغم فتح الحكومة للكثير من البرامج الاغاثية لعدم افلاس هذه الاعمال إلا ان الكارثة كانت اكبر من ان تعالج بمثل تلك الحلول وان الرقعة  لم تستطع ان ترتق الفجوة في القماش! ولكنها في النهاية كانت وبالنسبة للمواطن الكندي اقل سوءا من  حاله في كثير من الدول الأخرى.  

 

والان ها نحن نستقبل العام الجديد 2021 وامامنا الكثير من المؤشرات الإيجابية والتي نأمل ان تنبلج وتتبلور .  لعل أهمها هو وجود اكثر من لقاح فعال لفيروس كوفيد 19 اللعين وخلال الأشهر القليلة القادمة سيصبح هذا اللقاح متاحا لجميع البشر في مختلف بلدان العالم غنيها وفقيرها متقدمها او ناميها. ومن ثم أصبحت العودة لحياة ما قبل الكورونا في كثير من الأنشطة اليومية والخدمات الدولية  ممكنة وخلال المستقبل المنظور.

 

كذلك فسوف سيتولى رئاسة اقوى دولة في العالم رئيسا جديدا سوف يكون وكما وعد اكثر رفقا بالانسانية واكثر دبلوماسية في التعامل مع الدول واكثر حنكة وعقلانية في التعامل مع القضايا السياسية من رئيسها الحالي  ومن ثم يعود الى الاتفاقات الموقعة بين الدول وخاصة الاتفاق الإيراني النووي وأيضا  للمنظمات العالمية مكانتها ويعود للسلم العالمي والتعايش بين الشعوب شيئا معقولا من الاستقرار وسيحصل الفلسطينيون على تأكيد بان حل الدولتين هو الحل الأمثل لسلام الحد الأدنى من العدل المطلوب.

 

اما بالنسبة لمشكلة المقاطعة الخليجية فلقد اصبح في الأفق إمكانية  إعادة لم الشمل بين الدول الأربعة  المقاطعة ودولة قطر وعلى أساس الاحترام  والفهم لطبيعة كل دولة  واحترام تطلعاتها وعلاقاتها مع الدول الأخرى  , وان اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.

 

لن يقتصر التفاؤل على ما سبق ذكرة بل هناك المزيد والمزيد  من الاخبار المفرحة فبالنسبة للازمة الليبية ها هي مصر الأخت الكبرى للعرب  تمد يدها الى ليبيا العزيزة وترسل الوفود لرتق الفتق والسير معا في الطريق الصحيح طريق  الامن والسلام ونبذ الحلول العسكرية سواء بين الاشقاء الليبيون انفسهم  وطرد كل ما يتشدق بالحرب من اشخاص او جماعات او مع الجيران او الأصدقاء اللذين هبوا لنجدة ليبيا حينما كانت تتعرض للهلاك.

اما بالنسبة لليمن ورغم عدم انبلاج نور الصباح او حتى ظهوره في الأفق البعيد إلا ان جميع الأطراف أصبحت موقنة انه لا يوجد حل عسكري لهذا البلد وان التاريخ يقول ما من دولة غزت اليمن او ادخلت جيوشها اليه إلا ومنيت بخسارة كبيرة وان الاستعمارالانجليزي استعمر معظم الدول العربية إلا اليمن (الشمالى وعاصمته صنعاء ) حيث وجد ان حساباته  ستكون خاسرة!!

أقول رغم كل المؤشرات السابقة فان بوادر الحل  السلمي ستتبلور خلال هذا العام 2021  سواء اعترض هذا الطرف او ذاك  وذلك لتبدل الشخصيات الرئيسية في أمريكا!!

 

 

هناك قضية أخرى مهمة يجب الإشارة عليها وسوف يزداد التركيز عليها في هذا العام 2021 وهي قضية حقوق الانسان  وانه وبفعل القيادة العالمية الجديدة  فسوف تعمل الدول المنتهكة لحقوق الانسان على إيقاف او التقليل من مقدار هذه الخروقات والانتهاكات وسوف يشهد هذا العام الافراج عن الكثيرين من معتقلى الرأي سواء كانوا أشخاصا منفردين او كتابا او صحافيين او دعاة مسالمين وبالفعل بدأت البشائر في هذا البلد او ذاك من بلادنا العربية .

 

وأخيرا كان بودي ان اتطرق للوضع في سوريا والسودان ولكن الوضع هناك لا زال مائعا غير متبلور ولا مؤشرات يمكن الاعتماد عليها لنكسوها اللون المشرق  الفاتح.

 

واخيرا وعلى المستوى الشخصي فالحمد لله ان حفظ علينا وكاسرة ممتدة استقرار الاحوال وراحة البال والصحة والوقاية من هذا المرض اللعين وان كنا فقدنا عزيزا لدينا توفاه الله في الكويت نسأل الله الرحمه ولاسرته الصبر والسلوان اما على المستوى المهنى فجريدة هنا لندن حققت اكثر من نجاح فهي مثلا لم تتفوق عن الصدور في طبعاتها الورقية مثل الغالبية العظمى او تقريبا كل صحف مقاطعة اونتاريو والتى توقفت لشهر او اكثر او حتى توقفت عن الصدور كنسخة ورقية  كذلك توجت هذه النجاحات باعتراف المجلس الفيديرالي للتراث الثقافي الكندا بالجريدة لتكون من ضمن التراث الثقافي الكندي وهذا نجاح ليس من السهل الوصول اليه ويعطى فقط لمن يستحقه.

 

واخرا الاخير أتمنى لكم قراءا ومعلنين  ومن كل قلبى عاما سعيدا ضاحكا نغسل به إكتئاب و رزالة العام السابق وغلاظة سلوكياته    وكل عام وانتم بخير

شارك مع أصدقائك
  • gplus
  • pinterest

أخر الأخبار

لا يوجد أخبار

أحدث التعليقات

  1. Duclimi
    2021-03-15

    http://ponlinecialisk.com/ - purchase cialis online

أترك تعليقاً