التعرّي هي الفكرة غير المسبوقة التي أتى بها عدد من التجار الكنديين للترويج لتجارتهم وحمل المستهلك على تشجيع التسوّق المحلي.
لا شك أن التحضيرات للأعياد هذه السنة في كندا لم تكن كمثيلاتها في الأعوام السابقة. وقد ارتأى عدد كبير من المستهلكين شراء الهدايا لأحبتهم عبر الانترنيت لكي لا يعرضوا أنفسهم لخطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد في تجوالهم في المراكز والأسواق التجارية الكبرى. ومع ذلك فقد كانت هناك حركة خجولة في الأسواق ومنهم من اعتبرها جريئة في زمن كورونا خصوصا مع الارتفاع المضطرد في عدد الإصابات بكوفيد-19 الذي شهدته الأيام الأخيرة من العام.
في مدينة لاك ميغانتيك الواقعة شرق مقاطعة كيبيك على بعد نحو 35 كلم من الحدود مع ولاية ماين الأميركية، وجد بعض التجار فكرة خارجة عن المألوف للترويج لبضاعتهم المحلية وتحفيز المواطنين وتشجيعهم على التسوّق المحلي.
هكذا روّجت السيدة جاسينت لاكومب صاحبة محال أدوات الدهان "Couleur Bonheur" للتسوّق المحلي/موقع بلدية لاك ميغانتيك
يقول التجار في شعار حملتهم التي قد تذكّر بمثل شعبي نقوله في عاميتنا: "الجنون فنون".
بكلام مُسّجع طنّان رنّان كتب تجار لاك ميغانتيك:
لكي لا ننتهي جميعنا عراة، ليس على جسمنا فروة تدفئنا، اشتروا من محلاتنا!
Pour qu’on ne finisse pas tous à poil, achetons local!
وتهدف هذه الحملة إلى تحفيز أهل لاك ميغانتيك الذين لا يناهز تعدادهم الـ 6000 نسمة، على زيارة المحال التجارية المحلية واختيار هدايا الميلاد ومستلزمات العيد مشجعين التجار المحليين.
تجدر الإشارة إلى أنه تم تصوير التجار داخل استديو تصوير قريب لأحد تجار البلدة، من دون الاضطرار الى البذخ في الحملة الترويجية تلك.
وللترويج لمحل بيع الزهور مثلا، وضعت الفتيات على الأجزاء الحميمية في أجسادهن أحواضا كبيرة من الزهور والورود في مشهد أشبه بلوحة فنية.
أما صاحب محال Numéra لبيع مستلزمات التصوير الفوتوغرافي، فصّور نفسه جالسا على كرسي المصوّر الفوتوغرافي وحول عنقه الكاميرا ومتدّلية بشكل يخفي الجزء الحميمي في جسمه... إلى ما هنالك من أفكار مبتكرة لتقديم العري بشكل لائق من دون أن يخدش الحياء.
هكذا روّج المصور الفوتوغرافي كلود غرونييه لمتجره في لاك ميغانتيك لافتا انتباه المستهلك إلى أن بيده خلاص المحال التجارية المحلية واستمرارها وسط وطأة الجائحة التي تجعلهم عراة من دون فروة تحمي أجسادهم/بلدية لاك ميغانتيك
يقول صاحب متجر التصوير ابن لاك ميغانتيك كلود غرونييه الذي كان وراء إطلاق هذه المبادرة بأن الفكرة أوحت إليه بها زميلة مصوّرة فرنسية وقالت له: "إذا أردت أن تدخل في هذه المغامرة فأنا سأدخل معك أيضا".
يقول غرونييه: الأمر مخجل ومحرج حقا، ولكننا قمنا به بكثير من الاحترام. لقد ضحكنا كثيرا واستمتعنا كثيرا.
تجدر الإشارة إلى أن كلود غرونييه كان برفقة مساعدته التي جعلت كل المشاركين يشعرون بالراحة خلال خلع ملابسهم وراء ملاءة كما تم تقديم العري بكل اللياقة والاحترام الكاملين.
عشرات من تجار بلدة لاك ميغانتيك شاركوا في هذه الحملة ونشرت صورهم على وسائل التواصل الاجتماعي علّ هذه الفكرة المجنونة الخارجة عن المألوف تعيد إليهم جزءا مما تكبدوه من خسائر منذ بدء جائحة كوفيد-19.
(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية، بلدية لاك ميغانتيك)