تقول مديرة "المؤسسة الكندية السورية" (SCF) بيان الخطيب إنّ دعم الكنديين للقادمين الجدد من السوريين كان مثالاً جميلاً يُحتذى به في سائر العالم.
ونظّمت الخطيب مساء أمس حفلاً افتراضياً على الإنترنت بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لاستقبال كندا اللاجئين السوريين قدموا إليها بحثاً عن الأمن والاستقرار للانطلاق مجدداً في الحياة بعيداً عن مآسي الحرب في الوطن وويلاتها.
وفي مقابلة مع وكالة الصحافة الكندية تُذكّر الخطيب بأنّ آلاف الكنديين تطوّعوا من أجل مساعدة اللاجئين السوريين في تقريباً كافة مدن كندا وبلداتها.
والخطيب نفسها قدمت إلى كندا لاجئةً سورية قبل أكثر من 30 عاماً، وهي تقول إنّ غالبية اللاجئين السوريين الذين تعاملت معهم منظمتها تعلموا اللغة الإنكليزية وحصلوا على وظائف بفضل الدعم الذي تلقوه من مجتمعاتهم المحلية.
"إنه مثال فعلاً ناجح عن لاجئين سوريين قدموا إلى بلد واندمجوا فيه جيداً"، تقول الخطيب، "ولدى الكثير من بينهم رغبة شديدة بردّ الجميل إلى مجتمعاتهم المحلية، وقد قاموا بذلك إن على نطاق واسع أو ضيّق".
يُذكر أنّ أول طائرة تقلّ لاجئين سوريين حطّت في تورونتو في 10 كانون الأول (ديسمبر) 2015 عقب إطلاق حكومة جوستان ترودو الليبرالية برنامجاً لاستقبال عشرات آلاف السوريين الهاربين من جحيم الحرب في بلادهم.
وكان الحزب الليبرالي الكندي بقيادة ترودو قد وعد في الحملة الانتخابية في صيف وخريف 2015 بتوفير تسهيلات كبيرة لوصول اللاجئين السوريين إلى كندا. يُذكر أنّ الليبراليين فازوا بحكومة أكثرية في تشرين الأول (أكتوبر) من ذاك العام بعد نحو عشر سنوات متواصلة من حكم المحافظين بقيادة ستيفن هاربر.
وتوجه ترودو إلى المشاركين في الحفل الافتراضي أمس وقال لهم إنّ الكنديين انتخبوا حكومته كي تستقبل المزيد من اللاجئين السوريين.
"كان هذا أمراً طالب به الكنديون وقام به الكنديون"، قال ترودو، مضيفاً "أنا فخور جداً بأنّ حكومتي كانت السفينة التي حققت تلك الرغبة لدى الكنديين".
وأضاف ترودو أنّ استقبال اللاجئين السوريين لم يكن يعني فقط مستقبلاً أفضل لهم بل مستقبلٌ أفضل أيضاً لجميع الكنديين.
واستقرّ في كندا نحو 73.000 لاجئ سوري منذ عام 2015.
وقال ترودو إنّ برنامج الرعاية الخاصة للاجئين أثبت نجاحه بعد أكثر من 40 عاماً على إطلاقه.
"البرنامج هو نموذج كندي مُتَّبع الآن في كلّ أنحاء العالم"، أكّد ترودو، مضيفاً "هذا البرنامج هو قصة جميع الكنديين، من المدن الكبيرة إلى أصغر البلدات، الذين غيّر كرمُهم وإحسانُهم حياة مئات الآلاف من الناس".
وأشار ترودو إلى أنّ وزير النقل الجديد في حكومته، عمر الغبرا، هو أوّل كندي من أصول سورية يدخل الحكومة الفدرالية، وأضاف أنّ بعض أفراد جيل الشباب المشاركين في حفل أمس قد يجدون أنفسهم في الحكومة وفي قيادة الدولة يوماً ما.
والغبرا نائب في مجلس العموم حيث يمثّل دائرةَ "وسط ميسيسوغا" (Mississauga Centre) في أونتاريو منذ عام 2015، أي أنه فاز بمقعدها في انتخابات 2015 و2019 المتتالية. وهو أصبح وزيراً للنقل بموجب التعديل الوزاري الذي أعلن عنه ترودو يوم الثلاثاء، وكان حتى ذاك الحين سكرتيراً برلمانياً لرئيس الحكومة.
وهاجر الغبرا من سوريا إلى كندا قبل أكثر من 20 عاماً، وهو قال أمس للمشاركين في الحفل إنّ اللاجئين والمهاجرين غالباً ما يواجهون تحديات عندما يبدأون حياةً جديدة في كندا، مضيفاً أنه هو أيضاً واجه بعضاً منها.
لكن "هناك لحظات من المحبة والأمل تساعدنا على تجاوز هذه التحديات" أضاف الغبرا بالعربية، "وأنا واثق بأنكم ستنجحون وستؤدون دوراً بارزاً في بناء كندا".
وتحدث خلال الحفل عدة قادمين جدد سوريين عن تجاربهم الشخصية فيما يواصلون بناء حياتهم في وطنهم الجديد، كندا.
ويقع المقرّ الرئيسي لـ"المؤسسة الكندية السورية" في ميسيسوغا في تورونتو الكبرى في مقاطعة أونتاريو. وتقدّم هذه المنظمة غير الحكومية مساعدات للقادمين الجديد في عدة مدن في هذه المقاطعة، الأكبر في كندا من حيث عدد السكان وحجم الاقتصاد.
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي