أصبح التواصل الالكتروني سمة من سمات هذا العصر , عصر العولمة ,ولم يقتصر هذا التواصل على استقبال القنوات الفضائية أو ارسال البريد الالكتروني ولا الرسائل النصية , بل إتسع ليشمل قنوات اليوتيوب وشبكات التواصل الاجتماعي من فيس بوك وتيك توك وانجسترام وغيرهم . هكذا اصبحت هذه الشبكات تتحكم في حياتنا بما تنشره وننشره نحن عليها من اخبار اجتماعية وتعليقات ساخرة وتريندات تحصد الملايين من المشاهدات والتعليقات  واصبحت هذه المنصات الالكترونية وبما تميزت به من انية الحدث وتلقائية التبويب  ولحظية النشر ملجأ كل من يملك جهاز هاتفا ذكيا ,هذا بالاضافة الى ان هذه المنصات إستغلت وجود عدسات التصويرداخل هذه الهواتف الذكية لتجعل من المساهمات المختلفة متعة جاذبة لكل من المرسل والمستقبل , ناهيك عما تعرضه هذه المنصات في بعض الاحيان  من مواد وفقرات شائنة او غير مناسبة  قد ينتقدها الكثيرون .

كان من الطبيعي والحال كذلك ان يفكر اصحاب الاعمال في استخدام هذه المنصات لترويج بضائعهم وحشوها باكثر مما تحتمل من الصفحات الاعلانية و ومما زاد في استخدامها  هو انها لا تكلف الناشر اي مبلغ كان اي بلا مقابل و بلاش في بلاش !!يعنى كويسة ورخيصة وبنت ناس

في الواقع ومن وجهة نظري  اجد ان سوء الفهم هو الذي اوحى  لهؤلاء التجار في الاعتقاد بان الاعلان على هذه المنصات الاجتماعية يحقق لهم ما يريدونه من ترويج ومبيعاتصحيح ان مثل هذه المنصات قد اثبتت نجاحها في الاعلانات البسيطة ومن بائعين عاديين غير محترفين بل هم مجرد معلنين عن بيع مالديهم من اشياء سبق لهم امتلاكها او منتوجات بسيطة من حيث الكمية والنوعية  اي انها اصبحت بديلة لما يعرف لدينا  باسم سوق الجراج Garage Sale   ومن ثم اصبح يطلق على هذا النوع مكان التسوق Market Placeاو شيئا من هذا القبيل وتكون مثل هذه المنصات تابعة للمنصة الام مثل الفيس بوك وغيره.

اقول ان مثل هذه المنصات الفرعية وان نجحت في تسويق المنتوجات المحدودة البسيطة إلا انها  لا تستطيع ان تكون بديلا عن الاعلان  التقليدي المنشور في الجرائد الورقية وذلك لاكثر من سبب  فمن ناحية اولى لا زال الكثيرون منا وخاصة ممن تعدوا سن الثلاثين وما فوق وممن وفدواالى هذه البلاد من بلادنا الام ويشاركهم في هذا المعلنون  يستمتعون برؤية الاعلانات على الصفحات الورقية داخل جريدة مطبوعة وذلك لسهولة القراءة ولسهولة العرض والاستخدام  ولا تحتاج منهم الى جهد في حفظها او تداولها في مختلف الاماكن فاصحاب الصحف هم من يوزوعون الجريدة في كل مكان يؤمه الناس المستهدفون (وهذا هو المطلوبمن الاعلان اي ان يراه اولا الشخص المستهدف  ) كذلك لا يحتاج القارئ الى تعقيدات  فتح الاعلان على هاتفه الذكي وتكبير الصورة الصغيرة غير الواضحة تماما  كذلك تقل فرصة التمعن في الاعلان فما ان تظهر صورة  الاعلان الا  وتختفى بسرعة متناهية  وذلك  لظهور مادة  اعلامية جديدة قد تكون عبارة  منشور Post او صورة او اعلان اخر لتحل محل صفحة الاعلان السابقة  ومن ثم فلا يعطى فرصة التعرض (الظهور)الكافية وحتى ان اعطى فانه لا يرى الا من قبل اصدقاء الناشر ومجموعاته ان كان له مجموعات  وفي النهاية يقل  عدد قرائه اذا لم تكن لهذا الاعلان اي مشاركات Shares  او ترحيبات Likes او تعليقات Comments   وهذه النتيجة تكون مخيبة لامال التاجر  واكاد اشبه هذا الوضع بما قالته المغنية فيروز  معاتبة حبيبها :

بكتب إسمك يا حبيبي على الحور العتيق   بتكتب اسمى على رمل الطريق

وبكرة بتشتي الدني        بيبقى اسمك وإسمي بنمحا

ومداراة لهذا العيب فقد اصبحت هذه المنصات تبيع على الناشر عدد المشاهدين وصفاتهم اذ بامكانك ان تشتري اي عدد منهم لاعلانك ويطلق على هذه اعلانات ممولهSponsored Ads

وفي هذه الحالة ستدفع في كل مرة يظهرفيها  اي عدد مرات الظهور وستدفع عن كل من شاهد اعلانك(عدد المشاهدات )  وبالطبع فان هذه العملية واذا ما اريد النجاح فيها تحتاج الى مبالغ اكثر من ثمن الاعلان الورقي والذي هو متاح للقراء وطيلة ايام الاسبوع وعلى مدار الساعة هذا بالاضافة الى ان بعض الجرائد الورقية ومن امثلتها جريدة هنا لندن اصبحت لها منصات الكترونية اي مواقع On Line تضع عليها النسخة الالكترونية والتى بالطبع تحتوي على اعلانك مثلا بالاضافة الى ظهور هذا الاعلان منفصلا في صفحة الكترونية خاصة به ضمن المنصة  ومن ثم تعطيك الشركة صاحبة الخادم Server   وعن طريق  رسمي محايد عدد من زاروا صفحة اعلانك وفي حالة جريدة هنا لندن مثلا يصل الى اكثر من 1600 مشاهد يوميا اي اكثر من 4800 مشاهد شهريا  . وفوق هذا كله فان مثل هذه الجريدة لا تحملك اي مبالغ اضافية نظير هذه الخدمات الالكترونية  لا بل تضع اعلانك ايضا وعلى شبكات التواصل الاجتماعي السابقة وبالمجان ايضا!!

بقيت كلمة اخيرة انهى بها هذا المقال وهو اذا اردت ان يكون اعلانك ناجحا فعليك بصياغة كلماته بطريقة تجذب القارئ وباختيار السعر المنافس وعرض البضاعة الجيدة  وبمصداقية عالية  وفوق هذا كله ان تخدم زبائنك بطريقة تظهر احترامك لهم وحبك في مساعدتهم  ومن ثم فان عرض اعلانك بطريقة الكترونية او  ورقية  يضمن لك اعلام الناس ببضاعتك ويتبع ذلك من  حضورالمهتمين للشراء . اما عملية  الشراءالفعلية  فهذاه تعتمد على مهاراتك التسويقية وليس علينا كمسوقين للاعلان فنحن كاصحاب صحف  فنقول لك  ما يقوله المثل الشعبى

 “ هو انا  مغسل  وضامن جنة؟؟!!   وتحياتي

 

شارك مع أصدقائك
  • gplus
  • pinterest

أخر الأخبار

لا يوجد أخبار

أحدث التعليقات

    لا يوجد تعليقات

أترك تعليقاً