بقلم د. عبدالله الفرا 

منذ أيام حلت علينا مناسبة عزيزة على قلب كل ابن مخلص .. انها مناسبة عيد الام حيث يقوم المخلصون من هؤلاء الأبناء بتكثيف مشاعر اظهار المحبة والاحترام والوفاء للانسانة التي حملتهم في رحمها تسعة اشهر امدتهم فيها بشريان حياتهم واقتسموا معها الطعام والشراب لا بل

شاركوها في أنفاسها انها الانسانة التي تشقى وتتعذب من

اجل ان يهنأ ابناءها ..

حينما كنت طفلا كان يلذ لي انا وبعضا من اخوتي ان نلح على جدتنا الحنونة محبوبة السوسي )وهذا اسمها ( بان تقص علينا قصة من قصصها الشيقة الممتعة وكانت رحمها الله تجلسنا حولها في حلقة وقد انامت اختنا الصغرى يسرى على ركبتها لتقوم بتمشيط وعقص شعرها الطويل مستخدمة في ذلك مشطا صنع من العظم وخيوطا من الصوف زاهية الألوان واتذكر تماما انها قصت علينا قصة عن حب الام لابنائها اللامتناهي او اللا محدود وأيضا أتذكر تماما كم انتابنى الذهول والعجب حينما قرأت نفس هذه القصة في احدى المجلات الإنجليزية وبعد اكثر من ثلاثين عاما وذلك حينما كنت اركب الطائرة من مدينة لندن الإنجليزية عائدا

الى مدينة الكويت حيث كنت أقيم آنذاك وبما اننا في مناسبة عيد الام فانه اجد من المناسب ان اقص عليكم هذه القصة الرمزية الهادفة. تقول القصة انه كان ياما كان ام تعيش مع ابنها الوحيد وقد مات عنها الزوج وتفرق من حولها الأقارب والخلان  كبر هذا الابن وبلغ مبلغ الرجال ومن ثم فلقد قامت الام باختيار فتاة اعتقدت انها مناسبة ومن ثم ستصبح بمثابة الزوجة الصالحة لابنها والابنة الحنونة لهابعد الزواج اكتشفت الام ان ظنها قد خاب وانها لم تحسن الاختيار اذ لاحظت تبرم زوجة ابنها منها وقسوتها عليها وتحقيرها بسوء الأفعال والكلام ولكن الام وحفاظا على عدم تكدير سعادة الابن قررت ان تكتم ذلك في صدرها وتظهر للابن ان زوجته سيدة تريد سعادته وانها مخلصة له ومن ثم وجب عليه تقديرها .. اما الزوجة وقد أصابها التبرم والغيرة على الزوج وامتلأ صدرها بالانانية وحب التملك ومن ثم أصبحت تفترى الكذب على الام المسكينة وتوغر صدر

الابن على امه وان الام هي مصدر المشاكل في المنزل وهكذا تضخمت دوائر الكراهية وسيطرت على الزوج عوامل الشر وتملكه الغضب فقرر ان يتخلص من هذه الام المزعجة ومهما كان الثمن .. وتمضى القصة فتقول ان الابن قام وبالفعل بقتل امه وحينما أصبحت جثة هامدة حملها بين ذراعيه ليداري سوءته بدفنها تحت احدى أشجار حديقة المنزل الخلفية .. ولكن واثناء حمل الابن العاق جثة أمه حدث ان تعثرت قدم الابن في عتبة الباب الخارجي مما اسقطه ارضا وكم كان عجبه حينما سمع صوت امه

)القتيلهوهي وبحرارة وتضرع لله تقول له اسم الله عليك .. الله يحميك” !!!

انتهت القصة لن اشرح اكثر فالمعنى اكثر من واضح انه حنان الام والذي خلق الله في قلب كل ام ولا ينتهى او ينقطع هذا الحب حتى لو ان الابن قد قام بعق الام وايذائها او حتى قتلها .. انها الام مصدر الحنان فهل يتعظ الأبناء !!

قصة أخرى                         

هذه المرة تلقيت هذه القصة من ابنتى العزيزة الدكتورة ربا التي تعيش مع اسرتها السعيدة في هولندا والقصة عبارة عن قصيدة عامية كتبتها ام خليجية قد سلب ابنها الوحيد منها بفعل زوجة ظالمة حيث أجبرت هذه الزوجة الابن ان يطرد الام من المنزل ويودعها احد بيوت العجزة وينقطع

عن زيارتها مما جعلها تكتب هذه القصيدة المؤثرة وتطلب من طبيب بيت العجزة ان يسلم الابن هذه القصيدة وذلك بعدما تموت الام ويحضر الابن لاستلام الجثة تقول

القصيدة:

يامسندي قلبي على الدوم يطريك

ماغبت عن عيني وطيفك سمايا

هذي ثلاث سنين والعين تبكيك

ماشفت زولك زايرآ يا ضنايا

تذكر حياتي يوم أشيلك وأداريك

والاعبك دايم وتمشي ورايا

ترقد على صوتي وحضني يدفيك

ماغيرك أحدآ ساكنن في حشايا

وليا مرضت أسهر بقربك واداريك

ماذوق طعم النوم صبح ومسايا

ياما عطيتك من حناني وابعطيك

تكبر وتكبر بالامل يا منايا

لكن خسارة بعتني ليش وشفيك

وأخلصت للزوجة وأنا لي شقايا

أنا أدري أنها قاسية ما تخليك

قالت عجوزك ما أبيها معايا

خليتني وسط المصحة وأنا أرجيك

هذا جزاء المعروف وهذا جزايا

ياليتني خدااامةً بين أياديك

من شان أشوفك كل يوم برضايا

مشكور ياوليدي وتشكر مساعيك

وأدعي لكم دايم بدرب الهدايا

احمد ياحمد أمك توصيك

أخاف ماتلحق تشوف الوصايا

أوصيت دكتور المصحة بيعطيك

رسالتي وحروفها من بكايا

وأن مت لاتبخل علي بدعاويك

أطلب لي الغفران وهذا رجايا

وأمطر تراب القبر بدموع عينيك

اخر رشفة :ما عاد ينفعك الندم والنعايا!!!!

قال رسول اللة:

]امك ثم امك ثم امك ثم ابوك[

وانا أقول لكل ابن وابنة

ليس لكم في هذه الدنيا غير رضا اللة ثم الوالدين

شارك مع أصدقائك
  • gplus
  • pinterest

أخر الأخبار

لا يوجد أخبار

أحدث التعليقات

  1. husedge
    2021-03-14

    http://fcialisj.com/ - cialis online without

أترك تعليقاً